بعد إحـ.ـراق أبراج في بريطانيا وهولندا.. علي جمعة يثير الجدل: شبكة الجيل الخامس سبب بانتقال كورونا.. والصحة العالمية تصحح المفاهيم.. وفيسبوك يصنف الفيديو “خبر زائـ.ـف”

خاص مدى بوست
أثار مفتي مصر السابق، وعالم الدين البارز الدكتور علي جمعة موجة جدلٍ واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد ربطه لفيروس كورونا بشبكة الجيل الخامس.
ونشرت شبكة “أون تي في” المصرية، مقطع فيديو عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، يتضمن حواراً مع الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق حول فيروس كورونا وعلاقته بشبكات اتصال الجيل الخامس.
علي جمعة، ربط خلال استضافته في برنامج “لقاء الجمعة” الذي تبثه عدة قناوت مصرية بين انتشار فيروس كورونا وبين تقنية الجيل الخامس للاتصالات G5، حيث قال إن شبكة الجيل الخامس لها دور بانتشار الفايروس.
ودعم علي جمعة حديثه بمجموعة من النقاط، أبرزها قوله أنه قد تم إطلاق 100 ألف قمر صناعي لبدء العمل بتقنية الجيل الخامس بعد إطلاق 20 ألف قمر صناعي للـ 4G، وهو ما جعل البيئة مناسبة لانتشار الفيروسات حسب قوله.
وتابع جمعة أن “إطلاق مئات آلاف الأقمار الصناعية لبدء العمل بشبكات اتصال الجيل الخامس قد هيأ الأجواء لانتشار الفيروس لأنه غيّر من كهرومغناطيسية الأرض”، معتبراً أن الكهرباء أدخلت شيئاً ما في الجو جعلته مهيئاً لانفصال المواد وتكوين الفيروس.
تصريحات علي جمعة عن شبكة الجيل الخامس وفيروس كورونا غير صحيحة.. وهذه الحقيقة
مواقع عدة منها هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية “بي بي سي”، وموقع “فتبينوا”، أكدوا عدم صحة الادعاءات التي ذهب لها مفتي مصر السابق علي جمعة، موضحة أن تقنية الاتصالات المحمولة الجيل الرابع والجيل الخامس لا تستخدم الأقمار الصناعية في نقل البيانات، وإنما تستخدم كابلات الألياف الضوئية لأنها أكثر كفاءة وسرعة واقل تكلفة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عدد الأقمار الصناعية في مختلف استخداماتها التي تدور حول الأرض لا يتجاوز عددها 2500 قمر صناعي، وهي تعتمد بشكل رئيسي على الأبراج التي تقوم بتوزيع تغطية لجميع المناطق الجغرافية.
كما أن نظريات المـ.ـؤامرة التي تحاول الربط بين فيروس كورونا وبين شبكة الجيل الخامس ليست منطقية ولا مبنية على أي أساس علمي، إذ أن فيروس كورونا ينتشر في العديد من الدول التي لم تدعم شبكات الجيل الخامس حتى الآن، كما أن ترددات شبكة الجيل الخامس ليس بإمكانها أن تلحق ضـ.ـرراً عضوياً في جسم الإنسان.
العديد من الجهات المختصة، أكدت أنه لا يوجد أي رابط بين فيروس كورونا وبين الأمواج الكهرومغناطيسية، فكل ما في الأمر أن شبكة الجيل الخامس جاءت بوقت قريب من فيروس كورونا ما جعل البعض يربط بين الظاهرتين العالميتيين.
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية، عدم صحة ما ذهب إليه علي جمعة، حيث قالت إن شبكة الجيل الخامس للهواتف المحمولة لا تساهم في انتشار مرض “كوفيد ١٩”.
وأضافت المنظمة في تغريدة عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” رصدها موقع “مدى بوست” أن ” الفيروسات “لا تستطيع الانتقال عبر موجات الراديو أو شبكات الهواتف المحمولة” مضيفة أن “مرض كوفيد19 ينتشر في العديد من البلدان التي لا توجد فيها شبكات الجيل الخامس للهواتف المحمولة”.

التصريح الواضح لمنظمة الصحة العالمية حول عدم وجود ارتباط بين انتشار الفيروسات وبين شبكة الجيل الخامس، أكد أن مرض كوفيد ١٩ ينتقل عبر رذاذ الجهاز التنفسي الذي يخرج عند السعال أو العطس أو التكلّم ، كما يمكن للفيروس الانتشار عن طريق لمس الأسطح الملوثة وبعذ لك لمس الوجه.
إحـ.ـراق شبكات الجيل الخامس في عدة دول
من جانب آخر، ونظراً للاعتقاد الرائج لدى علي جمعة وكثر آخرين في العديد من الدول، وهو اعتقاد غير صحيح، يقدم البعض على إلحاق الضـ.ـرر بشبكات الاتصالات لإيمانه بتلك النظريات التي تقول بمسؤوليتها عن انتشار الفايروس.
وقالت صحيفة دي تلغراف، يوم السبت إن عدداً من أبراج البث الخليوي في هولندا تضـ.ـررت بسبب الإحـ.ـراق المتعمد أو التخـ.ـريب في الأسبوع الماضي على يد أشخاص يناهـ.ـضون تشغيل شبكة اتصالات الجيل الخامس.
وقالت الصحيفة إن هناك أربع حـ.ـوادث من هذا القبيل في الأسبوع الماضي، واستشهدت بمدير مؤسسة مونيه الصناعية التي تشرف على وضع الأبراج الخلوية في البلاد.
وقد شهدت بريطانيا مؤخراً أموراً مشابهة، جرى تداول بعض الفيديوهات لها عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، فيما عبر وزراء بريطانيون عن عدم قبولهم بالنظرية التي تربط أبراج الجيل الخامس بانتشار فيروس كورونا الجديد، مؤكدين أنها “أخبار زائـ.ـفة” وخطيـ.ـرة.
ما هو أصل هذه الاعتقادات حول شبكة الجيل الخامس؟
ما ذهب إليه جمعة وكثيرون من أنصار نظريات المـ.ـؤامرة، ليس وليد الساعة، ففي عام 2000، ذهب البعض إلى أن شبكات الاتصال اللاسليكة وتسبب الإصابة بمرض السـ.ـرطان، لكن ثبت لاحقاً عدم صحة ذلك.
وراجت تلك الاعتقادات بالتزامن مع نشر الباحث الفيزيائي “بيل كوري” دراسة تظهر تأثير تعرض أنسجة الدماغ البشري للإشارات اللاسلكية، وهي الدراسة التي أثارت موجة جدل واسعة في وسائل الإعلام قبل أن تتم مراجعتها من قبل العديد من العلماء.
وأحد أولئك العلماء كان البروفيسور “كريستوفر كولينز”، الذي وجد أن نتائج الدراسة لا تعتبر دقيقة؛ حيث أنها تمت على أنسجة معزولة في المختبرات، لا على أنسجة الإنسان الداخلية وبالتالي قد تم تجاهل دور الجلد في العمل كحاجز يحول دون وصول الموجات الراديوية القصيرة إلى هذه الأنسجة.
اقرأ أيضاً: فيروس كورونا.. حوالي مليوني إصابة عالمياً.. وارتفاع ملحوظ بالدول العربية هذه تفاصيله
والجلد أساسا قادر على حماية الأنسجة الداخلية من الموجات القصيرة جدا أهمها الإشعاعات الشمسية، ومع ذلك نؤكد على أن البحث العلمي في هذا المجال لم يتوقف، ولا بد من متابعة آخر مستجداته.
من هو علي جمعة؟
علي جمعة محمد عبد الوهاب، عالم مصري الجنسية من مواليد مدينة بني سويف 1952 ميلادي، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون – جامعة الأزهر 1988م مع مرتبة الشرف الأولى.
كما أن علي جمعة عضو في هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية منذ عام 2003م وحتى 2013م، وقد نال درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة ليفربول وجامعة أسيوط وكذلك من جامعة بني سويف.

وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة كما شارك في العديد من الأنشطة العلمية، بالإضافة لعشرات الكتب والمؤلفات والمقالات.