من رجل يأكل من القمامة لجليس ملكة الدنمارك.. قصة المصري عنان الجلالي: غاسل الصحون الذي أصبح مالك أكبر سلسلة فنادق عالمية!

عنان الجلالي: من رجل يأكل من القمامة لجليس ملكة الدنمارك.. قصة المصري غاسل الصحون الذي أصبح مالك أكبر سلسلة فنادق عالمية!
مدى بوست – فريق التحرير
عنان الجلالي، غاسل الصحون الذي أصبح مالك سلسلة فنادق هلنان العالمية، فعل ذلك بمجهوده فقط، لم يجد كنزًا ولم يكن وريثًا لعائلة ثرية، فقط ثقته بنفسه وإيمانه بمقدرته صنعا ما لم يستطع أحد صنعه في الدنمارك.
يشغل الجلالي منصب رئيس مجلس المستشارين للاتحاد الدولي لرؤساء الجامعات، وسفير الدنمارك للعلاقات التاريخية بالشرق الأوسط، وهو حاصل على لقب فارس العلم الدنماركي من الطبقة الأولى من ملكة الدنمارك.
أطلقه عليه الدنماركيون “ملك الفنادق”، مُنح دكتوراه فخرية من عدة جامعات حول العالم، وهو الذي لم يحصل على شهادة الثانوية العامة، علم نفسه بنفسه الإنجليزية والدنماركية، ويُعرف نفسه بأن “أشهر غاسل صحون في العالم”.

عنان الجلالي.. من هو؟
ملياردير ورجل أعمال مصري عالمي، صاحب سلسلة فنادق هلنان العالمية، ولد في ضاحية هليوبوليس في العاصمة المصرية القاهرة، لأبٍ يعمل ضابطًا في الجيش المصري.
وصل الجلالي إلى منصب مدير أحد أكبر فنادق الدرجة الأولى بالدنمارك وهو في منتصف العشرينيات، ثم أصبح رئيس أكبر سلسلة فنادق دنماركية وهو في الثلاثين من عمره.
واصل الجلالي جهده حتى أسس شركته الخاصة، فنادق هلنان العالمية، والتي استوحى اسمها من حرفي “هل” من “هليوبوليس” مكان مولده الأصلي بمصر لاعتزازه بها، و”نان” من اسمه “عنان”.
رحلة الجوع التي عاشها الملياردير عنان الجلالي في النمسا
انشغال والده في عمله تسبب للجلالي بحالة كره للكتب والدراسة، فرسب في الثانوية العامة عدة مرات، فشله الدراسي أشعره بالغربة وسط أهله وأصدقائه في مصر، فكانت الهجرة الحل من وجهة نظره.
حصل الجلالي على تأشيرة للنمسا، وسافر إليها بعشر جنيهات استرليني أو عشر دولارات فقط. ولما وصل للنمسا أقام بأحد الملاجئ التي تأوي المهاجرين من أفريقيا وآسيا؛ لضعف إمكاناته المادية.
في الملجأ لم يكن يجد ما يأكله، سوى ما يشارك اللاجئين بعضهم البعض به، كان يأخذ الطعام من غيره على استحياء، فلا هو يشبع، ولا مقدم الطعام يشبع، لكنهم وجدوا أن المشاركة أفضل من اللاشيء.
عمل الجلالي في عدة وظائف بسيطة في النمسا، منها: بائع جرائد في ميادين فينا، حطاب في غابات النمسا، أعمال الدهان، نقل البضائع من الشاحنات إلى المخازن.
أغلى وجبة طعام دفع ثمنها الملياردير عنان الجلالي
ترك الجلالي النمسا، ثم سافر إلى الدنمارك، أقام في العاصمة كوبنهاجن، ولما لم يجد فرصة عمل بها، انتقل إلى مدينة أودينسا. هناك عاش في أحد بيوت الشباب الاقتصادية، ولم يكن يملك مالًا ليدفع ثمن طعامه، فكان يأكل من صناديق القمامة.
اختار أن يعمل في مطابخ المطاعم والفنادق حتى يضمن وجبة يومية يأكلها، بدلّا من البحث عن بقايا الطعام في صناديق القمامة التي أصابته بالغثيان.
يقول عن أول يوم يعمل فيه، أنه أسعد أيام حياته، حيث قام بغسل الأواني وتنظيف الحمامات في مبنى المؤتمرات في مدينة أودينسا مقابل وجبة طعام ليومٍ واحد فقط، وبعد الانتهاء من العمل قدم إليه رئيس الطهاة، ليخبره أن يعود في الغد للعمل، ويقدم له وجبة الطعام التي شعر أنها أغلى ما قدم له في حياته.
بعد عدة أشهر من العمل مقابل الطعام، استقالت العاملة الخاصة بإدارة غسالة الصحون، فطلب أن يحل محلها، ووافقت الإدارة، عندها شعر الجلالي كأنه انتقل إلى منصبٍ هام.
كيف أصبح عنان الجلالي رجل الاقتصاد العالمي رئيسًا لسلسلة فنادق في عمر الثلاثين؟!
ذهب الجلالي إلى فندق شهير في الدنمارك، وطلب العمل مقابل وجبة طعام فقط في أماكن لم يعمل بها من قبل، على سبيل التدريب والخبرة. عمل الجلالي في المطبخ والحسابات والاستقبال، وبذلك كون خبرة جيدة في كل الوظائف الفندقية.
بعد إتمام التدريب، أخبره مدير الفندق أنه لا يملك وظيفة شاغرة، فوجد وظيفة في فندق آخر، لكن مدير الفندق رفض أن يتركه، وعرض عليه وظيفة نائب مدير مطعم الفندق، فوافق.
بعد استقالة مدير المطعم، حل الجلالي محله، وحقق نتائج مبهرة في ظرف عام، فطلب مالك الفندق أن يتولى الجلالي إدارة سلسلة فنادقه المكونة من 7 فنادق شهيرة في الدنمارك، وبذلك أصبح رئيسًا لسلسلة فنادق في عمر الثلاثين.
بعد أن أصبح رئيسًا لسلسلة الفندق هذه، أصبح من مشاهير الدنمارك، يقابل ملوك ورؤساء، رجال أعمال، فنانين، قادة وشخصيات هامة، وأصبح حديث الصحف هناك.

الجملة التي مكنت عنان الجلالي من تأسيس أحد أكبر سلاسل الفنادق العالمية
بعد أن أصبح الجلالي رئيسًا لأكبر سلسلة فنادق في الدنمارك، بدأت مضايقات العمل تظهر، محاولات سلبه منصبه بالغدر والطعن، فقرر أن يستقيل من منصبه.
عندما استقال قال لنفسه: “أنا عمري ما هأحصل على وظيفة زي دي، لها شهرة ولها مكانة وأكبر سلسلة فنادق”، هذه الجملة جعلته يفكر في أنه لا يمكن أن يعمل عند أحد مرة أخرى، وقد حان الوقت لبدء عمله الخاص.
توجه الجلالي إلى البنك، وطلب قرض بمبلغ 20 مليون كرونة، لإنشاء شركة، جلس مع مجلس إدارة البنك للتباحث، طالبوه أن يجد شخصًا يضمنه، فأخبرهم أنه لا يوجد ضامن، فطالبوه بعقارٍ كرهن، فرفض أن يرهن بيته.
اندهش مجلس إدارة البنك من جرأة الجلالي لطلب قرض ضخم دون أي ضمانة سوى وجهه وشخصيته، فأخبرهم أن الذي أمامهم أقوى شخص في الدنمارك في إدارة الفنادق، الذي حقق ما لم يستطع أي دنماركي تحقيقه، ثم أراهم النتائج المذهلة التي حققتها إداراته لعددٍ من الفنادق، وكيف أنه أهل للثقة، ثم ترك الاجتماع.
بعد مرور ثلاثين ساعة، اتصل البنك بالجلالي، ليخبره بالموافقة على منحه قرضًا بـ 20 مليون كرونة، ليبدأ بها إنشاء سلسلة فنادق هلنان العالمية، التي تنتشر فروعها اليوم في عدد من الدول، منها: الدنمارك، السويد، النمسا، ألمانيا، المغرب، ومصر.