تزوّج من صديقة ابنته وقدّم أعمال هامة برفقة صديق عمره عادل إمام.. قصة الفنان الراحل سعيد صالح سلطان الضحك في الوطن العربي (صور/ فيديو)

تزوّج من صديقة ابنته وقدّم أعمال هامة برفقة صديق عمره عادل إمام.. قصة الفنان الراحل سعيد صالح سلطان الضحك في الوطن العربي (صور/ فيديو)
مدى بوست – فريق التحرير
سعيد صالح فنان مصري بارع، احتل مكانًا بارزًا ضمن نجوم الوطن العربي الذين لمعوا على المسرح وفي السينما، فلا أحد ينسى شخصية “مرسي الزناتي” في مسرحية “مدرسة المشاغبين”، ولا شخصية “سلطان السكري” في مسرحية “العيال كبرت”.
سعـيد صالح سلطان الضحك في الوطن العربي، وأحد الأيقونات الكوميدية في تاريخ الفن العربي، صديق عمر الزعيم عادل إمامه، وشريكه في عددٍ من الناجحات، مثل أفلام: “الهلفوت”، “رجب فوق صفيح ساخن”، “على باب الوزير”، والفيلم الأشهر ”سلام يا صاحبي”.
في حياة الفنان سعـيد صالح عددًا من الأزمات الشخصية، أبرزها سخريته من رموز الدولة المصرية، وبرغم ذلك قدم للفن العربي قرابة 500 فيلم و300 مسرحية.

نشأة سعيد صالح والبداية الفنية
ولد سعـيد صالح في 31 يوليو 1938، في قرية “مجيريا” مركز أشمون بمحافظة المنوفية في جمهورية مصر العربية، لكنه تربى في حي السيدة زينب في القاهرة. حصل على ليسانس الآداب عام 1960.
كان والده رجلًا أزهريًا يعمل في شركة الغاز، بينما والدته ربة منزل، كان لسعيد صالح شقيق واحد وثلاث شقيقات. تربى على الشدة إلا أنه كان طفلًا مدللًا كونه الحفيد الأول في العائلة. مرضت والدة سعيد صالح مرضًا شديدًا، فسمحت لوالده أن يتزوج بأخرى، يذكرها صالح الابن دائمًا بالخير، ويعتبرها أمًا ثانية له.
لم يدرس سعـيد صالح الفن بشكلٍ أكاديمي، لكنه مارس التمثيل كهواية على مسرح الجامعة، اكتشف الفنان “حسن يوسف”، ورشحه لأداء دور في مسرحية “هالو شلبي” عام 1969، حيث أدى شخصية “محفوظ أبو طاقية”.
بعد هذه المسرحية، قدم سعيد صالح عددًا من الأدوار في التليفزيون والمسرح والسينما، وفي عام 1973؛ قدم دوره الأشهر ”مرسي الزناتي” في المسرحية الناجحة “مدرسة المشاغبين” التي استمرت عروضها لمدة 6 سنواتٍ متواصلة.
وفي عام 1979، قدم سعيد صالح الدور الأبرز في مشواره الفني، عندما أدى شخصية “سلطان السكري” في المسرحية الشهيرة ”العبال كبرت” إلى جانب النجوم: “أحمد زكي”، “يونس شلبي”، و”حسن مصطفى”.
أعمال سعيد صالح في السينما
للفنان سعـيد صالح عشرات الأعمال في السينما يصعب حصرها جميعًا، فمن أفلامه في السينما في فترة الستينيات والسبعينيات: :قصر الشوق” والدخيل” و”إضراب الشحاتين” و”كيف تسرق مليونير” و”الحرامي” و”ورد وشوك” و”ربع دستة أشرار” و”شقة مفروشة” و”لعبة كل يوم” و”العذاب فوق شفاه تبتسم”.
وكذلك من أفلامه “أجمل أيام حياتي” و”الرصاصة لا تزال في جيبي” و”آنسات وسيدات” و”بمبة كشر” و”حتى آخر العمر” و”الرداء الأبيض” و”هذا أحبه وهذا أريده” و”بيت بلا حنان” و”قمر الزمان” و”شوق” و”الحب قبل الخبز أحيانًا” و”صانع النجوم” و”البنت الحلوة الكدابة” و”شفاه لا تعرف الكذب”.
في الثمانينات والتسعينات قدم عددًا من الأفلام، مثل: “الحب وحده لا يكفي” و”لن أغفر أبدًا” و”المحاكمة” و”السادة المرتشون” و”لكن شيئا ما يبقى”، “جبروت امرأة”، “فتوة درب العسال”، “نأسف لهذا الخطأ”، “عزبة الصفيح”، “يا عزيزي كلنا لصوص”، “الصعايدة جم”، “انتبهوا أيها الأزواج”، “درب البهلوان”، “السقوط في بئر السبع”.
قدم سعـيد صالح أفلامًا من بطولته لم تحقق النجاح المتوقع، منها: “المحظوظ” و”مسعود سعيد ليه” و”المتشردان” و”إضراب المجانين” و”المشاغبون في الجيش”، و”المشاغبون في نوبيع”.
كما شارك جيل الفنانين الجدد بمجموعة أفلام منها: “بلية ودماغه العالية”، “بالألوان الطبيعية” و”متعب وشادية” و”بحر النجوم” و”جواز بقرار جمهوري” و”فل الفل”.
سعيد صالح في المسرح
أحب الفنان الراحل سعيد صالح المسرح أكثر من السينما بكثير، فقد كان يرى السينما مقيدة، بينما المسرح حرية، خاصةً وأنه معروف بخروجه عن النص في مسرحياته، يقول عن المسرح والسينما: “ماليش في السينما، أنا لاقيت نفسى في المسرح أكتر”، فلا عجب أن لقب بـ “فتي المسرح الأول”.
قدم صالح عشرات المسرحيات، الأشهر كانتا “مدرسة المشاغبون” و”العيال كبرت”، لكن إلى جانبهما كان هناك مسرحيات: مسرحية البيجامة الحمراء ومسرحية قلوب خالية ومسرحية القاهرة في ألف عام ومسرحية بنسيون الأحلام ومسرحية أولادنا في لندن ومسرحية قصة الحي الغربي ومسرحية لعبة اسمها الفلوس.
سعيد صالح وعادل إمام صداقة عمر وثنائية فنية ناجحة
صداقة قوية جمعت بين سعـيد صالح وعادل إمام، وقد شكلا ثنائيًا سينمائيًا رائعًا في العديد من الأعمال الفنية، أهمها مسرحية ”مدرسة المشاغبين”، و فيلم “سلام يا صاحبي”. وأفلام: “المشبوه” و”رجب فوق صفيح ساخن” و”أنا اللي قتلت الحنش” و”بخيت وعديلة” و”الواد محروس بتاع الوزير”، كما ظهر في آخر افلام عادل إمام ومنها: “أمير الظلام” و”زهايمر”.
سعيد صالح وتجربة السجن
في عام 1981 قدم صالح مسرحية «لعبة اسمها الفلوس» وعلى إثر جملة قالها خروجًا علن النص في المسرحية، فقد قال: “أمي اتجوزت 3..الأول وكلنا المش والتاني علمنا الغش والثالث لا بيهش ولا بينش”، اتهم بالسخرية من رؤساء مصر.
على إثر ذلك حكمت عليه المحكمة بالحبس 6 اشهر مع التغريم ب 50 جنيهًا وبعدها ظهر العداء بين سعيد صالح والرقابة التي اتهمت سعيد بالخروج على النص والآداب والتعرض للقيم الدينية، وفى نفس الجلسة أصدر القاضي محمد بدر في نهاية الجلسة حكمًا بحبس سعيد صالح احتياطي 7 أيام في سجن الحضرة في الإسكندرية، وقد كانت هذه أول مرة يُحبس فيها فنان احتياطي على ذمة التحقيق لخروجه على النص.

رفضت المحكمة طلب الرد وغرمت سعيد صالح بـ 100 جنيه كغرامة وأسقطت حقه بطلب رد القاضي، وأثارت القضية ضجة كبيرة وتنحى القاضي وقتها كونها أصبحت قضية رأي عام.
صارت القضية يتناولها كل من هب ودب سواء بعلم أو بجهل كما قال، ثم أصدر القاضي المنتخب لمتابعة القضية عبدالوهاب أبو الخير قرارًا بالإفراج عن سعيد صالح، بضمان مالي قيمته 100 جنيه وانهار وقتها باكيًا بعد الحكم بالإفراج عنه بحسب ما قال بلال فضل في برنامج «الموهوبون في الأرض».
اقرأ أيضاً: عاش في حي شعبي وتزوج مرتين، قصة الفنان المصري محمود عبد العزيز ساحر السينما المصرية (صور/ فيديو)
الفنان سعيد صالح نفى في حوارٍ صحفي أجري بعد سنوات من التجربة أنه سُجن بسب السخرية من رؤساء مصر، بل لكونه سخر من شخص نائم خلال المسرحية، فقد أوقف العرض وسخر منه ولم يكن يعلم لحظه العاثر أن هذا الرجل النائم هو قاضٍ وأنه سيقف أمامه في يوم فقال القاضي: “وقعتك سودة يا سعيد”، فرد صالح: “أقصى عقوبة هاخدها 50 جنيه”.
غير أن القاضي أضاف لتقرير الرقابة عبارة منافية للآداب وأنه خلع بنطاله على المسرح، وهذا ما أدخل صالح ضمن المادة 39 للآداب والتي تصل أقصى عقوبة فيها لـ 3 سنوات، لكنه نفى ما قالته الرقابة عنه بأنه خلع بنطاله على المسرح وقال أنه «يحترم جمهوره وقد كان يرتدي سروال فلاحي وليس بنطالًا، فقد كان يمثل شخصية فلاح ساذج، ولا بد أن يكون للرقابة حدود وذلك كون إدراك الرقيب ووعيه لا يسمح له أن يدرك ما يحدث على المسرح والدراما فيه».
وفي عام 1991 تعرض سعيد صالح للسجن مرة أخرى بتهمة تعاطي مخدر الحشيش، ورغم الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة ظل هذا الخبر الأشهر لفترةٍ طويلة، وفي عام 1996 عاد مرة أخرى للسجن بالتهمة نفسها.
حياة سعيد صالح الشخصية
تزوج سعيد صالح مرتين وأنجب من زوجته الأولى ابنة وحيدة، هي: هند سعيد صالح، ثم تزوج في عام 2014 من فتاة تصغره بكثير من العمر وهي شيماء فرغلي والتي أكدت وسائل إعلام مصرية أنها كانت صديقة لابنته هند قبل الزواج.
وفاة سعيد صالح
توفي الفنان سعيد صالح في يوم 1 أغسطس سنة 2014 بعد أن ساءت حالته الصحية عقب دخلوه للعناية المشددة إثر نوبة قلبية.