رقابة الأسد منعت عرض أول مسلسل من بطولته، قصة الفنان السوري عدنان بركات مختار الدراما السورية (صور/ فيديو)‏

Leqa'a Al Saadi 2020-07-25

مدى بوست – فريق التحرير

عدنان بركات ممثل سوري قدير بدأ مشواره الفني في خمسينيات القرن الماضي على خشبة المسارح السورية، قبل أن يساهم في ‏تأسيس المسرح القومي السوري، الذي أصبح واحدًا من رواده.‏

شارك عدنان بركات في عشرات المسلسلات التليفزيونية، منذ تأسيس التليفزيون العربي السوري عام 1960 وحتى رحيله عام ‏‏2000، لكن أدواره الأقرب لقلوب المشاهدين، عندما كان يؤدي شخصية المختار، فلا عجب أن لُقب بمختار الدراما السورية.‏

كان لبركات نصيبه من مضايقات نظام الأسد، فقد منعت الرقابة أول مسلسل من بطولته المطلقة، وكان يحمل اسم “الزناتي ‏خليفة”، ذلك الحاكم غير العادل الذي حكم تونس في زمن المماليك.‏

البداية الفنية للفنان عدنان بركات

ولد الفنان عدنان بركات في 5 مايو 1935 في العاصمة السورية دمشق.

أحب الفن والمسرح في وقتٍ مبكر، ورغم معارضة ‏الأهل والمجتمع لامتهانه مهنة التمثيل، أصر هو على تحقيق حلمه وشغفه على بالتمثيل على المسارح المحلية.‏

البداية الفنية لبركات كانت مع فرقة المسرح الحر للفنان عبد اللطيف فتحي، وفرقة النجوم السورية، بالإضافة إلى عددٍ من الفرق ‏الخاصة التي كانت منتشرة وقتذاك في العاصمة دمشق في النصف الأول من القرن العشرين.‏

مع تأسيس المسرح القومي السوري، كان بركات واحدًا من أكثر ممثليه حضورًا، أشهر أدواره كان في مسرحية “العنب ‏الحامض”، إخراج “علي عقلة عرسان”، الذي أخرج مسرحية “أنتيجون” والتي كان لبركات دورًا فيها أيضًا، في نهاية الستينيات.‏

من المسرحيات التي شارك فيها عدنان بركات: “الغريب”، “أغنية على الممر”. وأكثر أدواره حضورًا على المسرح، كان في ‏مسرحيات: “السعد”؛ إخراج أسعد فضة، و”التعويذة”؛ إخراج “عبد اللطيف فتحي” الذي جرى تصويرهما وعرضهما على شاشات ‏التلفاز.‏

مثل عدنان في بداياته عددًا من المسلسلات التي ظهر فيها بشخصية “القبضاي الشعبي”، لكنه لم يكن “القبضاي خفيف الظل” ‏كرفيقه “ناجي جبر”، بل كان قبضاي صارم يصعب التعامل معه، وأشهر أدواره في هذه الشخصية، مسلسل “حمام الهنا” مع دريد ‏لحام ونهاد قلعي، والذي أنتج عام 1968، حيث أدى شخصية “أبو صخر”.‏

أعمال الفنان عدنان بركات في التليفزيون

شارك الفنان عدنـان بركات في عشرات الأعمال في السينما والمسرح والتلفزيون، أبرز أدواره كان في مسلسل “زقاق المايلة”، ‏الذي أنتجه التلفزيون السوري عام 1972، ومأخوذ عن مسرحية “الزوبعة” للكاتب المصري “محمود دياب”.‏

أيضًا قدم لدراما الأبيض والأسود، مسلسل “أسعد الوراق” المقتبس عن قصة “الله والفقر” للكاتب “صدقي إسماعيل”، والذي ‏أخرجه “علاء الدين كوكش” عام 1975.‏

في عام 1988، قدم عدنـان بركات أول بطولة مطلقة له، من خلال مسلسل “الزناتي خليفة” مع المخرج “علاء الدين كوكش”، وهو ‏الجزء الرابع من سلسلة “تغريدة بنو هلال” التي كان ينتجها تلفزيون دبي.‏

‏”الزناتي خليفة” مسلسل يحكي قصة ديكتاتور دموي قيل أنه كان يحكم تونس في زمن المماليك، وقد منعت رقابة الأسد المسلسل، ‏كونها رأت أن المشاهدين متعاطفين مع المتمردين على حكم الزناتي خليفة، وقد رأوا أنه دعوة للخروج على الحاكم في وقت كانت ‏تشهد سوريا اضطرابات أثناء تشديد نظام حافظ الأسد لقبضته الأمنية على سوريا، وقت المواجهة مع الإخوان المسلمين في ‏الثمانينات.‏

أما دور البطولة المطلقة الثاني الذي حصل عليه الفنان عدنان بركات، فكان في مسلسل “شجرة النارنج”، الذي كتبه الروائي ‏‏”حسن يوسف”، وأخرجه “سليم صبري”، وأنتج عام 1989.‏

في عام 1990 شارك الفنان عدنان بركات في مسلسلين من أشهر المسلسلات السورية، مسلسل “أبو كامل” من إخراج “علاء الدين ‏كوكش”، ومسلسل “هجرة القلوب إلى القلوب” من إخراج “هيثم حقي”.‏

عام 1992، كان الفنان عدنـان بركات حاضرًا في دراما رمضان بدور المختار في مسلسل البيئة الشامية “أيام شامية”، للكاتب: ‏‏”أكرم شريم” والمخرج: “بسام الملا”. وفي العام التالي كان لبركات مشاركة مميزة في مسلسل “نهاية رجل شجاع”؛ سيناريو ‏‏”حسن يوسف”، مأخوذ عن رواية بنفس الاسم للروائي “حنا مينا”، من إخراج “نجدة أنزور”.‏

أيضًا من مشاركاته التليفزيونية، مسلسلات: “الثعبان”، “الحصاد المر”، “خلف الجدران” عام 1995. “كنا أصدقاء”، “المحكوم”، ‏‏”تل اللوز” عام 1996. “أفراح مؤقتة”، “العبابيد”، الفراري” عام 1997. أما آخر أعماله التليفزيونية، فكانت عام 1999، حيث ‏شارك في مسلسلات: “جلد الأفعى”، “ثلوج الصيف”، “الانهيار”.‏

أعمال عدنان بركات في السينما

قدم الفنان عدنان بركات عددًا من الأفلام السينمائية، فكانت البداية مع فيلم (غزلان) عام 1969، وشارك بالعامين التاليين في عدد ‏من الأفلام من أهمها (الثعلب، عودة حميدو).‏

شارك أيضًا في أفلام: “اليازرلي”، “الورد البلدي”، “غوار جيمس بوند”، “ناجي العلي”، “الطحالب”، “أحلام المدينة”، “الرجل ‏الصامد”، “العندليب”، “عنتر فارس الصحراء”.‏