سوري الهوى فلسطيني الهوية، قصة الفنان يوسف حنا أحد مؤسسي المسرح الفلسطيني في دمشق (صور/ فيديو)

سوري الهوى فلسطيني الهوية، قصة الفنان يوسف حنا أحد مؤسسي المسرح الفلسطيني في دمشق (صور/ فيديو)
مدى بوست – فريق التحرير
يوسف حنا ممثل فلسطيني الهوية، سوري الهوى والنشأة، يعرف أيضًا باسم “يوسف الخليل”، أحد مؤسسي المسرح الوطني الفلسطيني في دمشق، وعُين رئيسًا للمسرح القومي السوري لعددٍ من السنوات.
يوسـف حنا ممثل مسرحي من الدرجة الأولى، يجمع ما بين الموهبة والثقافة وسعة الاطلاع، فرض موهبته وحضوره على السينما العربية وعلى التليفزيون السوري، فقدم عددًا من الأفلام، منها التي تتخذ من القضية الفلسطينية مادة لها، مثل أفلام: رجال تحت الشمس، “بعيدًا عن الوطن”، “المخدعون”.
قدم يوسـف حنا عشرات الأعمال ما بين المسرح والسينما والتلفزيون، يتذكره المشاهد العربي من خلال دوره اللافت في مسرحية ”شقائق النعمان” مع الفنان دريد لحام، وأيضًا من خلال دوره الجميل في مسلسل “الدغري” للمخرج هيثم حقي.

نشأة يوسف حنا
وُلد يوسف جورج حنا في قرية الرامة التابعة لقضاء عكا في فلسطين، في 11 مارس 1941. وبعد نكبة فلسطين عام 1948، لجأ إلى سوريا، وهناك عاش ودرس في مدارسها إلى أن التحق بجامعة دمشق، كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية.
بدأ مشواره الفني على خشبة مسرح فرقة “ندوة الفكر والفن” لمؤسسها “رفيق الصبان”، التي كانت تجمع مجموعة من الشباب المثقف الذي يُقدم مسرحيات من الأدب العالمي، في وقت كان السائد فيه المسرحيات الشعبية.
عندما استلم الصبان منصب رئاسة المسارح التابعة لوزارة الثقافة السورية، انضم أعضاء فرقته إلى المسرح القومي السوري، ومن بينهم يوسف حنا الذي أصبح من أبرز ممثلي المسرح القومي.
أعمال يوسف حنا في التليفزيون
أولى مشاركات يوسـف حنا في للتليفزيون، تمثيلية “أمل بالغد” من إخراج غسان جبري، وأنتجت عام 1963، ثم تمثيلية مأخوذة عن مسرحية “جثة على الطريق” للمسرحي السوري “سعد الله ونوس”. أما أبرز أدواره الشعبية، دوره في مسلسل “من أرشيف أبو رشدي” مع المخرج “علاء الدين كوكش”، وعُرض عام 1967.
شارك يوسـف حنا في المسلسل الشهير “أسعد الوراق” مع المخرج “علاء الدين كوكش”، عام 1975. غلبت الأدوار التراجيدية على المسيرة الفنية ليوسف حنا، فهو واحد من أقدر الممثلين على تقديم عمق نفسي للشخصيات، دون المبالغة في الأداء.
شارك أيضًا في المسلسل البدوي “غضب الصحراء” للمخرج “هيثم حقي” عام 1989. وفي عام 1990 شارك في أبرز عملين عُرضا على الشاشات السورية، مسلسل “هجرة القلوب إلى القلوب” ومسلسل “أبو كامل”.
طغت أدوار الخير على غالبية الشخصيات التي جسدها يوسف حنا، لكنه قدم بعض الاستثناءات، فجسد الشر في مسلسل “الشريد” المقتبس عن رواية “الأشجار واغتيال مرزوق” عام 1992، حيث جسد شخصية “خليل” الانتهازي الجشع.
وفي مسلسل “الدغري” قدم يوسـف حنا دورًا كوميديًا للمرة الأولى، المسلسل مقتبس عن رواية “زوبك” للروائي التركي “عزيز نيسن”، وعُرض المسلسل عام 1991. وفي عام 1992، شارك حنا في المسلسل البوليسي “اختفاء رجل” للمخرج “مأمون البني”.

أعمال يوسف حنا في المسرح
قدم يوسف حنا مع الفنان دريد لحام مسرحية “شقائق النعمان” عام 1987، وهي كوميديا سوداء من تأليف الكاتب الكبير “محمد الماغوط”. كما شارك لحام أيضًا في مسرحيته الشهيرة “كاسك يا وطن”.
اشتهر يوسـف حنا بأداء أدوار وار البطولة على خشبة المسرح القومي على مدى عشرين عامًا، وقدم العديد من العروض منها: ”ماكبث”، “زيارة السيد العجوز”، “رحلة حنظلة”، “رقصة التانغو” وقد لعب خلالها أدوارًا تراجيدية وكوميدية.
أعمال يوسف حنا في السينما
كان يوسـف حنا وجهًا حاضرًا في السينما السورية، ففي العام 1969، وعندما قام المخرج العراقي قيس الزبيدي لإنجاز فيلمه الشهير «بعيداً عن الوطن»، لصالح التلفزيون العربي السوري، بالتصوير في مخيم “سبينه” جنوب دمشق، وكان الفنان يوسف حنا مشاركًا في العمل، والتحضير له، وهو على الأقل من قام بإجراء الحوارات، مع مجموعة الأطفال في الفيلم، ويمكن للعارف أن يميّز صوت يوسـف حنا، مخاطبًا الأطفال المستهدفين في الفيلم.
أيضًا قدم الكثير من الأفلام التي تستعرض القضية الفلسطينية، مثل: “ثلاثية رجال تحت الشمس” التي أنتجتها المؤسسة العامة للسينما عام 1970، فيلم “المخدعون” عام 1972.
شارك أيضًا في أفلام: “القلعة الخامسة”، “قتل عن طريق التسلسل”، “الشمس في يوم غائم. وكان آخر أعماله السينمائية فيلم “شيء ما يحترق” عام 1993.

أسرة يوسف حنا
كان يوسـف حنا عميد أسرة فنية قدمت الكثير للفن السوري، فشقيقته “أمل حنا” كاتبة ومخرجة قدمت العديد من المسلسلات الناجحة.
وابنة عمه “ريم حنا”، بدأت حياتها ممثلة ثم قدمت برنامجًا للسينما كمذيعة، ثم تفرغت للكتابة وأصبحت واحدة من الكاتبات المتميزات في تاريخ الدراما السورية، فكان أول أعمالها: مسلسل “أحلام مؤجلة” الذي عُرض عام 1992.
شقيق “ريم حنا” هو الممثل والمخرج “رامي حنا“، خريج معهد الفنون المسرحية في دمشق، وعمل بعد التخرج ممثلًا ثم مخرجًا للعديد من المسلسلات الناجحة.
وفاة يوسف حنا
توفي يوسف حنا في 1 ديسمبر عام 1993. وشكل رحيله صدمة للوسط الفني، حيث كان مرتبطًا بعددٍ من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، عُرض بعضها بعد رحيله، مثل مسلسل “البديل” للمخرج “محمد فردوس أتاسي”.