عاشت أيامها الأخيرة في دار مسنين، قصة الفنانة السورية هالة شـ.ـوكت التي بدأت مسيرتها ببطولة أمام المصري عمر الشريف (صور/ ‏فيديو)‏

عاشت أيامها الأخيرة في دار مسـ.ـنين، قصة الفنانة السورية هالة شـ.ـوكت التي اكتشفها المخرج المصري عاطف سالم (صور/ ‏فيديو)‏

مدى بوست – فريق التحرير

هالة شـ.ـوكت ممثلة سورية شهيرة، من أصل تركماني وكانت تجيد اللغة التركية بطلاقة. اكتشفها المخرج المصري “عاطف ‏سالم”، وهو من أطلق عليها اسم “هالة شـ.ـوكت” كاسمٍ فني، واختارها لتكون بطلة فيلمه إلى جانب الفنان العالمي “عمر الشريف”.‏

قدمت هـالة شـ.ـوكت عشرات الأعمال الفنية ما بين المسرح والإذاعة والتليفزيون، فكانت تؤدي أدوار الفاتنة الحسناء في بداياتها، ‏وعندما تقدم بها العمر، كانت تؤدي دور الأم ببراعة، كما فعلت في مسلسل “الخوالي” عندما جسدت دور أم الثـ.ـائر السوري “نصار ‏ابن عريبي”.‏

صورة هالة شـ.ـوكت تؤدي شخصية جميلة في مسلسل الفصول الأربعة

هالة شوكت

ظلت الفنانة الراحلة هـالة شـ.ـوكت تمثل حتى أيامها الأخيرة، والتي عاشتها في دار السعادة للمسـ.ـنين، التي أكدت أكثر من مرة أنها ‏دخلتها بكامل إرادتها حتى تجد الرعاية الكافية، مشيرةً إلى أنها تدفع تكاليف إقامتها المرتفعة من مالها الخاص.‏

نشأة هالة والبداية الفنية

فاطمة توركان شـ.ـوكت، الشهيرة باسم “هالة شـ.ـوكت”، وُلدت في 18 مارس 1930، في حلب بسوريا، ثم انتقلت إلى العاصمة ‏السورية دمشق مع عائلتها. اكتشفها المخرج المصري “عاطف سالم”، وقدمها بطلة لفيلمه “موعد مع المجهول” أمام الفنان “عمر ‏الشريف”، عام 1959.‏

شاهد سالم صورة “هالة شـ.ـوكت” في إحدى المجلات أثناء مناسبة ما، فوقع اختياره عليها بطلة للفيلم، وهي بداية قوية لأي ممثلة، ‏إلا أن هذه البداية كلفتها طـ.ـلاقها من زوجها.‏

انتسبت هالة إلى نقابة الفنانين في سوريا عام 1968، وقدمت في بداياتها عددًا من المسلسلات، منها: “ساعي البريد”، “نهاوند”، ‏‏”من أرشيف أبو رشدي” عام 1967.‏

أعمال هالة في التليفزيون

شاركت هالة شـ.ـوكت في العديد من المسلسلات، وقدمت الدراما التراجيدية والكوميدية والاجتماعية. شاركت عام 1968 في مسلسل ‏‏”حمام الهنا”، للثنائي الفني الشهير “دريد لحام” و”نهاد قلعي”.‏

عام 1972 شاركت هـالة شـ.ـوكت في مسلسل “زقاق المايلة”، وفي عام 1974 شاركت في مسلسل “الوادي الكبير”، وفي عام 1975 ‏شاركت في مسلسلي: “نمر العـ.ـدوان”، “العريس”.‏

في الثمانينات شاركت الفنانة هـالة شـ.ـوكت في مشروع الفنان ياسر العظمة الأبرز “مرايا”، الذي حقق نجاحًا بارزًا منذ سنوات ‏عرضه الأولى، كما شاركت أيضًا في مسلسل “بصمات على جدار الزمن”، ومسلسل “حارة نسيها الزمن”.‏

في التسعينيات شاركت هالة في عددٍ من أعمال البيئة الشامية، فكان دور “أم محمود” في مسلسل “أيام شامية” عام 1992، أحد ‏أبرز أدوارها، وبداية تألقها في أدوار الأم، حيث شاركت عام 2000 في مسلسل “الخوالي”، وعام 2004 في مسلسل “ليالي ‏الصالحية”.‏

قدمت هالة شـ.ـوكت أيضًا شخصية المرأة الارستقـ.ـراطية ببراعة، فكانت دور “جميلة” في مسلسل “الفصول الأربعة”، واحدًا من ‏أدوارها الرائعة التي لا تنسى.‏

أما آخر أعمالها التليفزيونية، فكان المسلسل الكوميدي “كـ.ـسر الخواطر”، تأليف الكاتب “محمد عمر أوسو”، وأدت شخصية الأم ‏المصـ.ـابة بالزهـ.ـايمر، عام 2006.‏

صورة الفنانة هالة شـ.ـوكت في أدوار متعددة

هالة شوكت

أعمال الفنانة شـ.ـوكت في المسرح

بداية هالة شـ.ـوكت الفنية كانت على خشبة المسارح السورية، فقدمت على خشبة المسرح القومي عددًا من المسرحيات، مثل: ‏‏”العنب الحامض”، “طر طوف”، “ترويض الشـ.ـرسة”، “الخجول في القصر”.‏

آخر مشاركاتها المسرحية، كانت من خلال المسرحية الشهيرة “كاسك يا وطن”، تأليف الكاتب الكبير “محمد الماغوط”، بطولة ‏وإخراج الفنان “دريد لحام”، والتي عُرضت عام 1979.‏

أعمال هالة في السينما

بعد مشاركة هـالة شـ.ـوكت في الفيلم المصري “موعد مع المجهـ.ـول” عام 1959، قدمت فيلم “وطني حبي” عام 1960 الذي يحكي ‏قصة الوحدة بين مصر وسوريا.‏

لم تستطع هالة الاستمرار في الحياة في مصر، فقد كان حنينها للوطن الأكبر، فعادت لدمشق، وهنا انقـ.ـطعت صلتها بالسينما ‏المصرية، باستثناء الأفلام التي صُورت في لبنان وسوريا، فقدمت فيلم “جسر الأشرار” عام 1970، تلاه فيلم “الزائرة” عام 1972.‏

عادت هـالة شـ.ـوكت للسينما المصرية عام 1975، عندما قدمت فيلم “الخـ.ـاطئون”، الذي تقاسمت فيه البطولة مع نجمة الاستعراض ‏والفو ازير المصرية نيللي.‏

شاركت هـالة شـ.ـوكت أيضًا في أفلام: “سائق الشاحنة” عام 1966 و”اللـ.ـص الظر يف” عام 1970 و”الثعلب” عام 1971 و”مقلب في ‏المكسيك” عام 1972 و”زوجتي من الهيبز” عام 1973 و”الحب المـ.ـزيف” عام 1980 و”بنت شرقية” عام 1986 و”سواقة التاكسي” ‏عام 1989.‏

إقامة شـ.ـوكت في دار المسـ.ـنين

في عام 2007، أجرت جريدة البيان الإماراتية حوارًا مع الفنانة القديرة هـالة شـ.ـوكت، التي كانت تعيش آنذاك في دار السعادة ‏للمسـ.ـنين، بعد أن كانت تمتلك بيتًا فاخرًا في حي المزرعة بدمشق.‏

وبسؤالها عن بيتها هذا، أجابت: “هذا الكلام زمان، عشر سنوات ليسوا بالأمر الهين يعني جيلاً بأكمله، لقد تبدل الحال كبرنا بالسن ‏وأصبحنا بحاجة إلى رعاية ومتابعة أشخاص آخرين، والحمد لله على أنه ينعم علينا بالصحة والعافية.. بيتي القديم سكن فيه ولدي ‏وأنا أزوره باستمرار، أي ليس هناك مشـ.ـكلة”.‏

وعن سؤالها حول سبب إقامتها في دار للمسنين، أجابت: “قلت لك أن الحال تبدل والعمر لا يرحم، وبإمكانك أن تلاحظ مدى ‏الاهتمام بي في هذا المكان، وللعلم هذه الدار مأجورة الدفع وأسعارها ليست رخيصة، لذا هي مكان مثالي لتكون دارًا للمسـ.ـنين الذين ‏لا يستطيعون خدمة أنفسهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن في الدار خدمة صحية على مدار الأربع والعشرين ساعة. والحمد لله لا ‏أشعر بالعـ.ـزلة أبدًا، صار لدي صداقات كثيرة فدائمًا هناك أشخاص أزورهم ويزورونني”.‏

وفاة هالة شـ.ـوكت

توفيت الفنانة السورية القديرة هالة شـ.ـوكت في 28 أبريل 2007، عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عامًا، بعد صـ.ـراع طويل مع ‏المـ.ـرض. تزوجت ولديها من الأبناء: جميل، سحر، مأمون.‏

تعليقات فيسبوك

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق