التقى بعبد الناصر مرة واحدة وتفوق على نور الشريف وأحمد زكي..قصة الممثل المصري حسن حسني صاحب أكبر رصيد من الأعمال الفنية

 

التقى بعبد الناصر مرة واحدة وتفوق على نور الشريف وأحمد زكي..قصة الممثل المصري حسن حسني صاحب أكبر رصيد من الأعمال الفنية

 مدى بوست – فريق التحرير

نشأته وبداياته

وُلد حسن حسني في 19 يونيو 1936 في حي القلعة لأب مقاول، حياته لم تكن وردية، فقد عانى من الكثير من الصعـ.ـوبات والمفـ.ـاجآت التي غيرت مجرى حياته، والتي بدأت في حي الحلمية الجديدة. ففي سن السادسة فقد والدته، مما جعله طفل حساس وأكثر تأملاً، هوى الفن والتحق بمسرح المدرسة الابتدائية الرضوانية. قدم دور “أنطونيو” في إحدى الحفلات المدرسية وحصل من خلالهِ على كأس التفوق بالمدرسة الخديوية، كما حصل على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية والتعليم، ثم حصل على شهادة التوجيهية عام 1956.

حسن حسني
حسن حسني – إنترنت

في تلك الأثناء شارك الفنان حسين رياض في إحدى لجان التقييم الخاصة بمسابقات التمثيل في المدارس، وأشاد بمستوى أداء حسن حسني، مما جعله يقرر أنه لن يعمل في شيء آخر غير التمثيل.

بدأ حسن حسني العمل في المسرح. وأصبح عضواً في فرقة المسرح العسـ.ـكري التابعة للجيـ.ـش في الستينيات، حتى صدر قرار بحل المسرح العسـ.ـكري عقب هزيـ.ـمة الخامس من يونيو/حزيران عام 1967. بعدها تنقل بين مسرح الحكيم والمسرح القومى والحديث، ثم انضم لفرقة جلال الشرقاوي وعمل فيها ما يقرب من 10 سنوات.

المحطة الأولى في مشوار حسن حسني

عرف الجمهور حسن حسني في التلفزيون عبر مسلسل “أبنائي الأعزاء.. شكرا” بطولة عبد المنعم مدبولي وانتاج عام 1979. ومع مطلع  الثمانينات شارك في العديد من الأعمال الدرامية في استوديوهات دبي وعجمان التي عُرضت في دول الخليج العربي.

أما بدايته في السينما فكانت من خلال دور صغير للغاية في فيلم الكرنك بطولة نور الشريف وسعاد حسني وإخراج علي بدرخان عن رواية نجيب محفوظ عام 1975. ثم لفت الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشـ.ـر في فيلم سواق الأتوبيس الذي أخرجه عاطف الطيب في عام 1982. بعدها استعان به الطيب في عدد من أفلامه منها البريء (1986)، البدروم (1987)، الهروب (1991). ومع المخرج محمد خان في فيلم زوجة رجل مهم (1988).

عاد حسني للمسرح في منتصف الثمانينات بعد هجره له لسنوات لأنه لم يحقق له الشهرة المرجوة. فقدم عام 1985 مسرحية اعقل يا مجنون مع الفنان الكوميدي محمد نجم. وبعدها في 1987 قدم مع سهير البابلي ومع صديق عمره الفنان حسن عابدين مسرحية ع الرصيف.

الانطلاق في التسعينيات

كانت التسعينيات من القرن العشرين هي نقطة انطلاق حسني إلى النجومية في عالم السينما والانتشار المكثف ليتحول إلى عامل مشترك بين العديد من الأفلام. فعمل مجدداً مع المخرج عاطف الطيب في فيلم دمـ.ـاء على الأسفلت (1992) تأليف أسامة أنور عكاشة وبطولة نور الشريف. وحاز على عدة جوائز على دوره في هذا الفيلم، منها جائزة أحسن ممثل من المهرجان القومي للسينما المصرية عام 1993، متفوقاً على عدة أسماء بارزة منها نور الشريف وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز. ونال أيضاً جائزة أحسن ممثل من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي عن دوره في فيلم فارس المدينة (1993) للمخرج محمد خان. ثم قدم شخصية “ركبة” القرداتي الصعبة والمركبة في فيلم سارق الفرح انتاج عام 1994، ونال على هذا الدور 5 جوائز منها جائزة من إيطاليا.

تميمة حظ الفنانين الشباب

قدم مع فيفي عبده عام 1994 مسرحية حزمني يا. وفيها ابتكر حسن حسني دور “القرين” التي قدمها الشاب محمد هنيدي، وأن يرتدي الثنائي نفس الملابس، وهو ما حقق نجاحاً كبيراً لهنيدي. ثم قدم عام 1999 مسرحية عفروتو مع هنيدي.

بالرغم من بداياته التي جسد فيها أدوار الشـ.ـر، إلا أنه اتجه للأدوار الكوميدية مع بداية الألفية الثالثة بالذات مع الوجوه الشابة حتى أن بات تميمة الحظ للنجوم الشباب. مثلما حصل عام 2002 مع محمد سعد في فيلمه اللمبي الذي حقق وقتها إيرادات تعد الأعلى وقتها في تاريخ السينما المصرية.

الفنان حسن حسني
حسن حسني – إنترنت

ويُعد محمد سعد أكثر الممثلون الشباب الذي شاركهم حسن حسني أعمالهم التي بلغ عددها 12. يليه هاني رمزي برصيد 9 أعمال.

ويأتي أحمد حلمي في المرتبة الثالثة من حيث عدد الأعمال مع حسني بعدد 7 أعمال، واشترك مع كريم عبد العزيز في 4 أفلام. وكان علاء ولي الدين من أوائل الوجوه الشابة التي ساعد حسني في تقديمها. فقدم معه فيلم عبود على الحدود (1999)، والناظر (2000)، وابن عز (2001) وعربي تعريفة (2003).

شارك حسن حسني في ما يقرب من 500 عمل بين مسرح وتلفاز وسينما، كان أخرها هو مسلسل سلطانة المعز الذي عُرض في رمضان 2020.

تفاصيل لقائه بجمال عبد الناصر

ويحكي حسني خلال إحدى حواراته مع الناقد الفني طارق الشناوي، والتي نشرها في كتابه “حسن حسني المشخصاتي”، أنه التقى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مرة واحدة فقط في حياته، عندما حضر هو وعبد الحكيم عامر، لنادي الضبـ.ـاط بالزمالك، لمشاهدة العرض المسرحي الكوميدي “مفيش تفاهم”، وكان حسن حسني حينها أحد المشاركين بالمسرح العسـ.ـكري، مضيفاً أن عبد الناصر طلب المسرحية بالاسم وتم عمل عرض خاص له.

مواقف لا ينساها الفنانون لحسن حسني

وتحكي إسعاد يونس عنه أنه كان يصحب دوماً دولاباً متحركاً يحتوي على ملابس خمس شخصيات أو أكثر إلى كل لوكيشن، وذلك لتصويره العديد من الأعمال في وقت واحد. تقريباُ كان لا يذهب لبيته وكأنه يعيش في سيارته، ورغم ذلك كان يتعايش مع كل شخصية وكأنها الشخصية الوحيدة التي يؤديها.

يحكي طارق الشناوي الناقد الفني الشهير عن اتصاله بحسن حسني لإبلاغه أنه قد وقع اختيار اللجنة الاستشارية العليا للمهرجان بالإجماع على تكريمه هذه الدورة، تمهل بعض الوقت قبل أن يجيب بفرحة: “أنا أساسًا لا أتلقى دعوات لحضور المهرجان، فقررتم منحي أهم جائزة (فاتن حمامة) التقديرية، شكرًا للجميع على هذا التكريم الذي أنعش وجداني وعقلي وروحي”.

كما يحكي قصة طريفة حدثت خلال مهرجان قرطاج السينمائي الدولي، حيث تم تكريم الفنان نور الشريف عن أعماله الفنية وأقام الوفد المصري أمسية خاصة بهذه المناسبة للاحتفال بنور، وكان من بين المشاركين ليلي علوي، حيث كان يعرض لها فيلم “يا دنيا يا غرامي”، والمنتج محمد حسن رمزي كان حاضراً والفنان حسن حسني شارك في الأمسية لأنه كان يعرض له ضمن فعاليات المهرجان فيلم “عفاريت الأسفلت”.

بدأ حفل التكريم بكلمة من ليلي علوي التي تذكرت موقفاً إنسانياً عاشته قبل بضعة أشهر عندما رحل والدها، وقالت إن نور الشريف الفنان الصديق وقف بجانبها وخفف عن أحزانها، وأضافت: كان بمثابة الأخ الكبير الذي احتواني، والتقط محمد حسن رمزي الكلمة وقال: قبل 20 عاماً عندما رحل والدي المنتج حسن رمزي، وقف بجانبي نور الشريف يخفف من آلامي وكان هو بمثابة الأخ الكبير الذي احتواني أيضاً.

حل الحزن على الحاضرين، فقرر حسن حسني تخفيف الأجواء، وبمنتهي الجدية أمسك بالميكروفون وبدأ حديثه قائلاً:  أريد أن أعترف بسر خطير.. نعم تذكرت موقفاً حدث لي مع نور الشريف عندما رحل والدي منذ 60 عاماً كان نور الشريف بمثابة الأخ الكبير الذي احتواني، وقبل أن يكمل انفجر الحاضرون بضحكات صاحبة أزاحت الأحزان.

ويحكي رامز جلال أنه في لحظة حاسمة في حياته الفنية، عندما عرض عليه أول بطولة في فيلم: (أحلام الفتى الطائش) طلب من صناعه اشتراك حسن حسني، لكنهم خافوا من رفضه، فأخذ السيناريو وذهب إلى منزله بلا ميعاد، وقال له : وحياة جلال توفيق ما تبيعني، فضحك وقال: أنت ابني، هات العقد بسرعة ما أقدرش أقول لأ لأبوك.

وفاته

تُوفي الفنان حسن حُسني في فجر يوم السبت 30 مايو 2020 إثر أزمة قلبية مُفاجئة. وذلك داخل مستشفى دار الفؤاد بالقاهرة.

تعليقات فيسبوك

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق