تحول من ضابط راسب إلى أشهر كوميديان وتزوج من فتاة صومالية..قصة الفنان سمير غانم وأهم محطات حياته (صور/فيديو)
تحول من ضابط راسب إلى أشهر كوميديان وتزوج من فتاة صومالية..قصة الفنان سمير غانم وأهم محطات حياته (صور/فيديو)
مدى بوست – فريق التحرير
يمكن القول أنه واحد من ملوك الكوميديا في تاريخ الدراما المصرية، خفة ظله وقدرته على الارتجال وخلق الموقف الكوميدي من قلب سـ.ـوداوية المواضيع في الحياة ميزته وسط جيله.
ومن خلال رصيده الضخم صنع لنفسه خطاً مميزاً حمل بصمته ممهوراً بتوقيع النجم الكوميدي سمير غانم، مشواره الفني كان طويلاً استمر لما يقرب من النصف قرن، استطاع خلالها أن يرسم الضحكة على وجوه ملايين المشاهدين في الوطن العربي وقدم العديد من الأعمال الفنية من سينما ومسرح ومسلسلات تلفزيونية وإذاعية لكنه كان عاشقا للمسرح والذي ظل بمثابة فنه الأساسي الذي منه يستطيع أن يتفاعل مع جمهوره وجهاً لوجه كما ذكر في أكثر من لقاء.
كلية الشرطة التي أدمن الرسوب فيها
في الخامس عشر من كانون الثاني/ يناير عام 1937 ولد سمير يوسف غانم، المعروف بالاسم الفني الأكثر شهرة “سمير غانم”، عاش في مكان ميلاده “عرب الأطاولة” بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، والده هو اللواء يوسف غانم ووالدته تدعى فتحية محمود حلمي، له أربعة إخوة من الذكور: سيد وحسام غانم. ومن الإناث : سوسن وسمية.
كان طفلاً خجولاً رغم تميزه أثناء الدراسة التي تجاوزها حتى مرحلة الثانوية العامة. ليقرر بعدها أن يصبح مثل والده ويلتحق بكلية الشـ.ـرطة، لكنه استنفذ سنوات الرسوب المسموح بها وقدرها عامين. ليقرر بعدها أن ينقل دراسته إلى كلية الزراعة في الاسكندرية حتى حصل على البكالوريوس، وقد كانت هذه الخطوة وجه السعد عليه، فانضم لفريق المسرح في الجامعة، ثم قدم مع وحيد سيف وعادل نصيف العديد من العروض الغنائية الناجحة.
ثلاثي أضواء المسرح التي أنعشت فن المونولوج
انسحب وحيد سيف من مسرح الجامعة بسبب انتقاله من الاسكندرية، ثم انسحب عادل بعدها، لكن في ذلك الوقت كان هناك اسمان لامعان يتمتعان بشهرة على مسارح الجامعات هما جورج سيدهم والضيف أحمد. حينها خطرت في رأس سمير غانم فكرة الجمع بينهما في فرقة واحدة، وهو ما حدث بالفعل حين شكل الثلاثي الفرقة الشهيرة “ثلاثي أضواء المسرح”، والتي صنعت جزءاً مهماً من تاريخ المونولوج من خلال تقديمهم لمجموعة كبيرة من الأفلام والمسرحيات، كان القاسم المشترك فيها تقديمهم لاسكتشات ميزتها ألحانها السريعة والخفيفة في نفس الوقت، منها على سبيل المثال “كوتومو يا حلوة يا بطة” و”بص شوف مين يا وعدي” و”جمبري مشوي” و”مجانين بس نعيش” و”مبروك يا عريسنا” وغيرها من الأغنيات التي عاشت حتى هذه اللحظة. ومن أهم المسرحيات التي قدمتها الفرقة “الراجل اللي اتجوز مراته “و”حواديت”، واستمر الحال حتى كانت السنة الفارقة التي أنهت كل شيء.
في عام 1970 بعد وفاة الضيف أحمد حاول سمير غانم إنقاذ الفرقة وايجاد بديل له وبالفعل قدم الفنان عادل إمام عرضاً مسرحياً بدلاً من الضيف أحمد، لكنه لم يكن مناسباً مع الفرقة أو ربما لأن الناس كانت قد اعتادت شخصية الضيف أحمد التي لم يكن لها مثيل. واضطر سمير غانم لجعلها فرقة ثنائية حيث قدم مجموعة من المسرحيات مع جورج سيدهم ولكنه انفصل بعدها عنه معلناً انتهاء تاريخ الثلاثي ليحلق سمير منفرداً. حيث كان آخر عمل جمع بينهما بمشاركة الفنانة دلال عبد العزيز هو مسرحية “أهلا يا دكتور” في عام 1981.
تجربة الدراما الوحيدة التي لا يعلم عنها أحد
في تاريخ سمير غانم المعروف ككوميديان فيلم سينمائي درامي وحيد ظهر فيه بشخصية درامية كاملة رغم أنها ساخرة، فاستطاع بقدراته الحقيقية أن يجعل من هذا الفيلم دراما ساخرة وتحفة فنية وهو فيلم “الرجل الذي عطس”.
هذا الفيلم الذي طرح في عام 1985 وألفه العبقري لينين الرملي كان متعدد الأبطال. فبالإضافة إلى سمير غانم كان هناك حسن مصطفى وأحمد بدير وشهيرة وليلي علوي وأحمد فلوكس والمنتصر بالله ومحمود القلعاوي، بينما أخرجه المخرج عمر عبدالعزيز.
حتى قصة الفيلم كانت متفردة وكتبت بحرفية عالية، حيث تحكي عن شخص يتعرض لمـ.ـرض نادر وينتظر المـ.ـوت في خلال أشهر، لتنقلب حياته رأسًا على عقب ويرى استغلال الجميع من حوله لمـ.ـرضه، سواء كان مديره في العمل أو حتى أصدقاءه، لكن البطل يقرر أن يساير هؤلاء في أعمالهم انتظاراً منه للمـ.ـوت الذي لا يأتي، فيتخذ قراره بالانتـ.ـحار ويكتب خطاباً لابنه ينصحه فيه بأن يعيش حياته بشكل سوي عكس ما رأي الأب.
قدم سمير في هذا الفيلم شخصية بطله الذي يحمل اسم “مسعد” بشكل مؤثر ودرامي حقيقي مع لمحة من سخريته المعتادة. والحقيقة أن هذا الفيلم رغم عدم شهرته إلا أنه كشف جانب آخر من سمير غانم كممثل حقيقي يستطيع أن يؤدي الأدوار كافة حتى لو اختار الكوميديا بإرادته طريقاً.
تاريخ طويل بين البطولة والأدوار الثانية
رغم أن سمير غانم بدأ رحلة المسرح مبكراً، إلا أن انطلاقته المنفردة كانت في عام في عام 1964 حيث شارك في مسرحية “طبيخ الملايكة” ثم “فندق الأشغال الشـ.ـاقة” وبعدها “أنت اللي قتلت عليوة” و”موسيكا في الحي الشرقي” و”جوليو وروميت” و”منطقة ممنوعة”. ثم كانت العلامة الفارقة في تاريخه هي مسرحية “المتزوجون” والتي حققت نجاحاً كبيراً ولا تزال تحقق النجاح أثناء عرضها على التلفزيون حتى الآن لدرجة أن معظم الإفيهات التي استخدمت في المسرحية علقت في أذهان الناس في حياتهم اليومية لفترة ليست قصيرة. ليتابع مسيرته الناجحة في المسرح عبر مسرحية “فارس وبني خيبان” ثم “أخويا هايص وأنا لايص” و”بهلول في اسطنبول” و”دو ري مي فاصوليا” و”ترا لم لم” و”مراتي زعيمة عصـ.ـابة”.
والأعمال الدرامية كان له باع طويل ونجاحات مهمة منها على سبيل المثال “الصياد والحب” و”البحث عن السعادة” و”تزوج وابتسم للحياة” و”أنا وأنت والزمن طويل” و”مغامرات زكي الناصح” و”دقات الساعة” و”الأزواج الطيبين” و”السيد هيصة” و”كابتن جودة” و”ميزو”. ولم يتوقف شغف التمثيل لديه ليعود مؤخراً عبر العديد من الأعمال كضيف شرف أو بدور ثانٍ مثل مسلسل “شربات لوز” مع يسرا و”الكبير أوي” كضيف شرف و”يوميات زوجة مفروسة” مع داليا البحيري و”في اللالاند” مع ابنته دنيا سمير غانم و”عزمي وأشجان” مع ابنته الأخرى إيمي سمير غانم وحسن الرداد و”سوبر ميرو” مع إيمي أيضاً و”بدل الحدوتة تلاتة” مع دنيا أيضا ليصنعوا معا دويتو فني مهم.
كما صنع لنفسه أهمية في عالم الفوازير المصرية ففي عام 1984 قدم فوازير “فطوطة” مع المخرج فهمي عبد الحميد، ثم قدم “رحلة فطوطة السحرية” وفي التسعينات قدم فوازير “المتزوجون” في عام 1992 وفوازير “المضحكون” عام 1993 ثم فوازير “أهل المغنى” عام 1994. وفي عام 2009 قدم تجربة الفوازير من خلال الرسوم المتحركة بعنوان “فطوطة وتيتا مظبوطة”.
سمير غانم وحياته الخاصة
تحدث سمير غانم في لقاءاته عن زيجاته التي بدأها بفتاة صومالية، كانت من معجباته وقد أحبتها والدته كثيراً، ثم كان الضيف أحمد السبب في إقناعه بها حتى تزوجها، ولكنه انفصل عنها بعد عام من الزواج بسبب اختلاف الطباع بينهما حيث ذكر أنها كانت شديدة الغيرة عليه. بينما يعلم الجميع أنه تزوج في المرة الثانية من الفنانة دلال عبد العزيز بعد أن التقوا أثناء تأديتهم لمسرحية “أهلا يا دكتور”، وقد كانت قصتهما تحتوي على عدد من الطرائف حيث اكتشفت خيانته لها أكثر من ست مرات أثناء الخطوبة ولكنه اعترف بأنه لم يخـ.ـنها بعد الزواج. وقد كانت دلال أكبر منه في العمر كما أنها أخذت هي الخطوة الأولى حيث طلبت يده للزواج وأعلنت إعجابها به. وكانت ثمرة تلك الزيجة دنيا وأمل الشهيرة بإيمي، وهما أيضا ورثا خفة دم والدهما وشقا طريقهما الخاص نحو النجومية والكوميديا.
سمير غانم أيضا منذ بدايته وهو يظهر بالنظارة التي لا تفارقه حتى أصبح ماركة مسجلة، حيث يحب كثيراً إمتلاك النظارات بكافة أشكالها وألوانها أيضاً حتى أن ابنته قالت أنه يمكن أن يصنع معرضاً بكل هذه الكمية من النظارات التي يحتفظ بها حتى أصبحت من الأشياء التي تميز شخصيته.
