بدأ بالغناء في الملاهي الليلية حتى وصل إلى موسوعة جينيس..قصة حياة الهضبة عمرو دياب وأهم محطات حياته

بدأ بالغناء في الملاهي الليلية حتى وصل إلى موسوعة جينيس..قصة حياة الهضبة عمرو دياب وأهم محطات حياته
مدى بوست – فريق التحرير
هو ابن بورسعيد الذي جاء من المدينة الباسلة حاملاً صوته فقط بعد أن أحرق كل سفنه، قاصداً بمنتهى الطموح صناعة نجاح لم يسبقه إليه أحد.

لم يأتي هذا النجاح من فراغ، فخلف قصة الأسطورة عمرو دياب مواقف صعبة ومحطات مختلفة من المعـ.ـاناة والتعب، تحتاج إلى شخص ذكي وإرادة حقيقية توفرت فيه لكي يستطيع التغلب عنها دون أن يحيد عن الهدف. ويحسب له بالطبع أنه أول من وضع أسس الموسيقى المصرية الحديثة، بشكلها المميز الذي يجمع بين الطابع الشرقي والإيقاعات الغربية دون تشـ.ـويه.
وساهم هذا المزج في صنع نجم عالمي استطاع تخطي الحدود العربية ليصل إلى أهم المسارح والمهرجانات العالمية في أوروبا الغربية والشرقية وكندا وأمريكا، ويمتد أثره لمعظم دول العالم، حتى استحق كما سماه جمهوره لقب الهضبة.
من هو عمرو دياب
هو عمرو عبد الباسط عبد العزيز دياب الشهير بالاسم الفني “عمرو دياب”. ولد في 11 أكتوبر- تشرين الأول عام 1961 في مدينة بورسعيد في مصر.
منذ صغره وهو يملك صوتاً جميلاً ومقدرة على الغناء ورثها من والده الرجل البسيط الذي كان يعمل حمَّالاً في شركة قناة السويس، وكان تأثير الأب مهماً على حياته حيث لم يحرم ابنه من الاستمتاع بالمغنى والرقص، ثم الغناء في المهرجانات منذ كان عمره ثلاث سنوات.
في احتفالات ثـ.ـورة 23 يوليو في عام 1967، استضافت إذاعة بورسعيد عمرو دياب في أول ظهور له ليغني النشيد الوطني المصري “بلادي، بلادي، بلادي”، وقد أدى النشيد بشكل لافت ومبهر، دفع محافظ بورسعيد وقتها لتكريمه والاحتفاء به حيث أهداه جيتاراً.
حياته الشخصية
تزوج عمرو دياب من شيرين رضا وأنجب منها طفلة اسمها “نور”. ثم انفصلا وتزوج بأخرى سيدة أعمال سعودية هي “زينة محمد عاشور”، وأنجب مِنها توأم هُما عبد الله وكنزي وآخر بناته جنى التي رُزق بِها في النصف الثاني من عام 2002. وهو متزوج حالياً من الفنانة المصرية دينا الشربيني.
صدمات صنعت صموده
كانت فترة التهجير الإجباري التي عاشها سكان بور سعيد والقنال بمثابة أول موقف صـ.ـعب يختبره الهضبة في حياته. فبعد هزيمة 1967 واحتـ.ـلال إسـ.ـرائيل لسيناء. اضطرت أسرة عمرو إلى ترك منزلهم في بورسعيد والذي كان يطل على مياه قناة السويس. حدث النقلة بأنهم أجبروا على التخلي عن المستوى الاجتماعي الجيد والقبول بالسكن في شقة صغيرة بمحافظة الشرقية.

وحين كان عمرو يسأل عن تلك الفترة كان يقول: أن التنازل عن العديد من وسائل الحياة الرغدة التي كان يتمتع بها، ساهم في زيادة صلابته وإيمانه بضرورة مواجهة الظروف الصـ.ـعبة مهما كانت، وهو ما نفذه بالفعل حين قرر الانتقال إلى القاهرة حيث حيث لم يجد أي عيب في أن يسكن غرفة فوق السطوح.
البداية من الباب الصعب
تخرج عمرو من المدرسة عام 1982، وكان يسعى بكل طاقته خلف حلمه حتى أنه كان يستغل كل الفرص التي تتاح له وهو ما حدث بالفعل مع مكتشفه هاني شنودة، والذي حكى الواقعة بنفسه فقال:
“كانت “فرقة المصريين” تُحيي حفلاً في بورسعيد، وبعد أن انتهينا توجهنا للفندق، سمعت رنة لجرس باب حجرتي، فتحت فوجدت شاباً أمامي يعرفنى بنفسه طالباً الجلوس معي، ومبديا رغبته فى أن يكون مطرباً، طلبت منه أن يردد بعض الأغنيات، واكتشفت أن أذنيه موسيقيتان جداً، وصوته عذب، وكذلك ملامحه جذابة تناسب موضة “الفيديو كليب”.
وجهت له النصيحة أن لديه مشكلتين فقط، الأولى اللهجة البورسعيدى، والثانية وجوده الدائم فى بورسعيد وعدم نزوله القاهرة التى تعتبر عاصمة الفن، فاستمع إلىّ وشكرنى، ثم عاد إلى منزله، وفى الصباح كانت الفرقة الموسيقية “المصريين” تستعد لمغادرة بورسعيد إلى القاهرة، فوجدت عمرو دياب بيننا، وجاء لي قائلاً: “أنا هاجى معاكم القاهرة”، فأجبته بروح الأب “وكيف ستقيم هناك؟ وهل أنت مستعد للإقامة فى القاهرة؟” فأجابنى “أنا هتصرف”.. وبالفعل سافر عمرو إلى القاهرة معنا، وتوسطت لدخوله معهد الموسيقى العربية”
دخل عمر بالفعل المعهد العالي للموسيقى العربية في القاهرة وبعدها بعام أطلق ألبومه الغنائي الأول “يا طريق” بالتعاون مع المبدع هاني شنودة، ورغم أنه لم يحقق ذلك النجاح الضخم لكنه قدم فيه أغاني صعبة وتحتاج قدرات فنية عالية. وكان هذا الألبوم بمثابة البوابة الذهبية، حيث أنتج بين عامي 1984 و1987 ثلاث ألبومات هي: “غني من قلبك”، “هلا هلا” و”خالصين”، حتى تخرج من المعهد عام 1986.
رحلة طويلة نحو العالمية
في دورة الألعاب الأفريقية عام 1991، كان عمرو دياب في موعد مع العالمية لأول مرة حيث اختير ليغني في حفل افتتاح الدورة، حيث أدى وقتها أغنيته الشهيرة «أفريقيا» في استاد القاهرة، بثلاثة لغات هي العربية والإنكليزية والفرنسية، ونقلت الحفل معظم القنوات العربية، وكان من ضمن الأخبار التي تناقلتها شاشة قناة «CNN» العالمية ذلك اليوم.
وخلال مسيرته أحدث ضجة حول العالم حيث ترجمت كثير من أغانيه إلى عدد من اللغات أهمها الإنكليزية والروسية والكرواتية والبلغارية والتركية والألبانية والهندية. فمثلا أغنية “تملي معاك” ترجمت وحدها إلى سبع لغات من ضمنها النسخة الانكليزية لفرقة Outlandish بعنوان I’m Calling You. كما حقق رقماً قياسياً في المبيعات، حيث باع أكثر من 50 مليون نسخة حول العالم من ألبوماته الثمانية والعشرين إلى الآن. وقدرت قدرت ثروته عام 2011 ب 41 مليون دولار.
عمرو والجوائز
في عام 2016 دخل عمرو دياب موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بوصفة أول مطرب عربي يحصل على أكبر عدد من الجوائز العالمية، كما كان الأكثر بحثاً على محركات البحث مثل غوغل في عام 2013.

ولو تحدثنا عن جوائزه فلن نستطيع حصرها لكن على سبيل المثال بدون ترتيب زمني فهو حاصل على جائزة الشرف للموسيقى العالمية عام 2012 في برلين ألمانيا. كما حصلت أغنيته “أصلها بتفرق” على أفضل أغنية أجنبية في أسبانيا عام 2011. ثم نال “جائزة أفضل مطرب شمال أفريقيا” التي تم منحها في مسابقة أفريقيا ميوزيك أورد.
حاز جائزة البيغ آبل ميوزك أورد عام 2009 . كما نال جائزة أفضل مطرب وأفضل أغنية وأفضل كليب وأفضل ألبوم في استفتاء مجلة الدير جيست السنوية 2009 عن أغنية وألبوم “وياه”. رشح عام 2008 لحضور حفل توزيع جوائز وورلد ميوزك أوورد بسبب حصوله على هذه الجائزة أكثر من مرة والتي تعد الأهم في تاريخه حيث حصل عليها 3 مرات بعدما حقق أعلى مبيعات في الشرق الأوسط أعوام 1996 – 2002 – 2007. كما نال جائزة أحسن مطرب في العالم العربي من قناة العربية الأخبارية باستفتاء شارك فيه عدد كبير من النقاد عام 2007.
حصل على جائزة نادي روتاري في عام 2005. كما حصل على جائزة أحسن مطرب مصري وعربي عن ألبوم كمل كلامك كأحسن ألبوم، وأغنية وماله حصلت على أحسن أغنية في أستفتاء محلي أجرته قناه النيل الفضائية عام 2005. كما حصل على درع اليوتيوب الذهبي وجائزة الإسطوانة البلاتينية أكثر من مرة، وصنف من ضمن أهم 100 شخصية عربية تأثيرا.
خذلان البدايات
تعرض عمرو لمواقف صعـ.ـبة ومهـ.ـينة في بداياته، عندما اضطر ذات يوم للغناء أمام رجل واحد فقط، في إحدى الملاهي الليلية بشارع الهرم، حيث كان يعمل وقتها في نحو 7 أماكن يوميا للحصول على مقابل شهري مقبول.
حكى عمرو دياب ذلك الموقف في لقاء تليفزيوني قائلاً:
“شارع الهرم كان قبلة النجوم وقتها، كان يغني فيه عمالقة مثل محمد منير وعلي الحجار ومحمد الحلو ووديع الصافي ونجاح سلام وأحمد عدوية وحسن الأسمر، وكان هناك تقليداً يتبع حتى صار كالقانون، وهو أن المطرب الجديد لا يصعد للمسرح إلا عقب أداء كل المشاهير لفقراتهم.

وفي يوم الظهور الأول لي في إحدى الأماكن، تأخر وقت صعودي للمسرح كثيراً، وحينما صعدت لم يكن متبقيا في الصالة سوى رجل واحد، إلا أنني أصريت على الصعود والغناء. قمت بالغناء أمام شخص واحد لم يكن منتبه لي في الأساس وطوال فترة جلوسه كان يعطيني ظهره أو جانبه”
كما يحكي يسري الفخراني في مقال له: يقول يسري الفخراني في مقال له: “في أول فرصة تسنح له للغناء في حفل، لم يكن عمرو دياب يمتلك بذلة ليرتديها، ليقوم طبال الفرقة التي ستشاركه المسرح بمنحه بذلة كانت ضخمة بشكل ملحوظ”.
وتابع “وحينما صعد عمرو دياب إلى المسرح في الحفل الذي أقيم في ختام مهرجان القاهرة السينمائي، سخر منه كل الحاضرين من نجوم كبار ونقاد وصحفيين بشكل قاسي”.
وقام أحد الصحفيين في جريدة “روز اليوسف” بوصفه بعمرو كباب، الذي يجب عليه أن يحمل حقيبته الصغيرة ويعود من حيث بدأ في بورسعيد، للعمل كمدرس موسيقى وليغنى في الأفراح الصغيرة.
موقف آخر حدث له في الملاهي الليلية، عندما كان يغني على المسرح وأعجب به الحاضرين مطالبين إياه بالاستمرار في الغناء، مما لم يعجب الراقصة الشهيرة التي كانت ستؤدي فقرتها بعده، فتسببت في طرده من المكان.
ودارت الأيام ليصبح عمرو دياب المغني المشهور، وتدعوه الراقصة لعيد ميلادها في منزلها، وما كان منه إلا أن لبى الدعوة، لكنه رفض الغناء لها مبرراً بأنه حضر كضيف وليس كمطرب.
هذه المواقف جعلته منه شخصاً حساساً يقدر قيمة جمهوره. وتشهد حفلاته على حسن تعامله مع الجمهور حتى أنه وبخ في أكثر من مناسبة حراسه الشخصيين وسمح لبعض الأفراد بالصعود على خشبة المسرح للتصوير والغناء. كما يحسب لعمرو دياب أنه قدم عدداً ضخماً من الشعراء والملحنين والموزعين خلال تاريخه حتى أصبحوا أسماء مهمة مثل عمرو مصطفى ومحمد رحيم وتامر حسين وغيرهم.