خذلت عبد الحليم حافظ وطلبت يدّ حمدي قنديل..قصة الفنانة نجلاء فتحي وأهم محطات حياتها

خذلت عبد الحليم حافظ وطلبت يدّ حمدي قنديل..قصة الفنانة نجلاء فتحي وأهم محطات حياتها

مدي بوست – فريق التحرير

فنانة تبحث عن التجدد الدائم، تميزت بالآداء الهادئ والواثق دون أي مبالغة تمثيلية، تاريخها صنع مكاناً مميزاً لها وسط جيل مهم في تاريخ السينما المصرية.

ورغم ابتعادها عن الأضواء في الفترة الحالية، إلا أنها ما زالت تحتفظ بأثرها على جيل بأكمله عشق فنها، الأخبار والشائـ.ـعات لا تزال تطاردها، خصوصا بعد نشرها أي صورة جديدة تظهر ملامح الزمن على وجهها الذي كان يضرب به المثل في الجمال حتى بات من أيقونات الشاشة. إنها الفنانة المتميزة نجلاء فتحي.

عن بدايات نجلاء فتحي

اسمها الحقيقي الذي لا يعرفه الجمهور هو فاطمة الزهراء حسين أحمد فتحي، ولكنها اشتهرت باسم “نجلاء فتحي” الذي حملته حتى وقتنا الحاضر. ولدت في 21 ديسمبر/كانون الأول 1951 بمحافظة الفيوم غرب القاهرة، وهي تنحدر من أسرة ميسورة الحال.

نجلاء فتحي

أحبت التمثيل منذ صغر سنها، وكان هو المتنفس لطفولتها الصعبة بسبب انفصال والديها ، حيث قررت أن تذهب للإقامة مع والدتها لفترة من الوقت، ولم تستمر طويلاً حتى قررت الذهاب إلى والدها لتعيش معه في مصر الجديدة.

ولأنها أخلصت لحلمها لم تجد صعوبة في دخول المجال، حيث تحمس لها المنتج “عدلي المولد” صديق العائلة ورشحها للمشاركة في فيلم “الأصدقاء الثلاثة” من إنتاج 1966 والذي أخرجه المبدع أحمد بدر خان، ليقدمها كبطلة بعدها بعامين في فيلم “أفراح”.

قصتها مع عبد الحليم حافظ

لم تكن نجلاء تعلم أنها كانت على رادار عبد الحليم حافظ صديق العائلة، فعبد الحليم هو الذي منحها اسمها الفني وشجعها كثيراً على دخول مجال التمثيل لأنه كان مؤمناً بموهبتها.

أثناء تصويرها فيلم “أفراح” وافقت على مشاركة عبد الحليم في فيلم ” أبي فوق الشجرة”، لكنها بعد ذلك اعتذرت عن الدور مما أغضب عبد الحليم حافظ، لتقوم بالدور بدلا منها ميرفت أمين، واستمرت الخـ.ـصومة بينها فترة طويلة حيث اتهمها عبد الحليم بأنها خذلته ولم تحترم صداقته ودعمه لها.

مشوار طويل خلدها في الأذهان

خلال ثلاث حقب شهدت عقد احتكار طويل مع المنتج رمسيس نجيب قدمت نجلاء أفلاماً كثيرة مهمة، ففي حقبة الستينات قدمت العديد من الأعمال أشهرها فيلم أفراح، ثم أكملت مسيرتها بفيلم روعة الحب، فيلم أسرار البنات، فيلم نص ساعة جواز، فيلم غرام تلميذة، فيلم صـ.ـراع المحترفين، فيلم ابن الشيـ.ـطان.

نجلاء فتحي

بينما كانت حقبة السبعينات هي فترة الرواج، والتي شهدت أغلب أعمال نجلاء فتحي ومنها: أوهام الحب، امرأة زوجي، حياتي، حرامي الورقة، المراية، المجانين الثلاثة، نهاية الشـ.ـياطين، الصديقان، ثم تشرق الشمس، حسناء المطار، خمسة شارع الحبايب، موعد مع الحبيب، اختي، ولد وبنت والشيـ.ـطان، رحلة لذيذة، آخر الطريق، من البيت للمدرسة، أنف وثلاث عيون، حب وكبرياء.

أيضاً أفلام مثل عاشقة نفسها، العاطفة والجسد، الشـ.ـيطان امرأة، شباب يحتـ.ـرق، البنات لازم تتجوز، دمـ.ـي ودموعي وإبتسامتي، عاشق الروح، أبو ربيع، المسلسل الإذاعي أرجوك لا تفهمني بسرعة، بدور، الوفاء العظيم، الرداء الأبيض، أجمل أيام حياتي، حب أحلى من الحب، الظلال في الجانب الآخر، صابرين، قمر الزمان، سنة أولى حب، لا يا من كنت حبيبي، لا وقت للدموع، سونيا والمجنون، جنون الحب، حب فوق البركـ.ـان، وداعاً للعـ.ـذاب، اذكريني، اسكندرية ليه.

وفي الثمانينات قدمت أفلاماً مثل: من الذي قتـ.ـل هذا الحب، حب لا يرى الشمس، الأقوياء، غداً سأنتـ.ـقم، الشريدة،  اللعبة القذرة، أنا في عينيه، إعتـ.ـداء. كما قدمت فوازير ألف ليلة وليلة الجزء الأول مع حسين فهمي وشهيرة وأخرجها المخرج عبد العزيز السكري عام 1984.

أما في التسعينات فقد أطلت على الجمهور في ستة أفلام فقط هي: تحت الصفر، اللص، اشتباه، احذروا هذه المرأة، ديسكو ديسكو والجراج. بينما كانت آخر أعمالها عام 2000 من خلال مسلسل زي القمر، ثم فيلم كونشرتو في درب السعادة وفيلم بطل من الجنوب.

حياة نجلاء فتحي العائلية

تزوجت نجلاء فتحي أربع مرات أولها كانت المهندس أحمد عبد القدوس نجل الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، وشقيق الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس، وقد كان الزواج في السر واستمر لعام واحد ثم انفصلا.

لتتزوج بعدها الفنان سيف أبو النجا شقيق الفنان خالد أبو النجا الذي قدم دوراً في فيلم ”أمبراطورية ميم” أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وأنجبت منه ابنتها ياسمين. وحين انفصلا تزوجت بعدها للمرة الثالثة من أمير سعودي، عاشت معه ثلاث سنوات بين القاهرة وباريس، لكن غيرته وتوقف عملها بسبب ذلك دفعها لطلب الطلاق. لتكون بعدها على موعد في عام 1995 مع قصة عمرها الكاتب الصحفي الراحل حمدي قنديل.

قصة حبها مع حمدي قنديل

في كتابه “عشت مرتين” تحدث الصحفي الراحل حمدي قنديل عن كواليس علاقته بنجلاء فتحي حيث ذكر أنه كان معجباً ببساطتها ورجاحة عقلها بعد أول لقاء بينهما.

وقال:”أوشكت أن أغادر وعدتها أن أتصل بها، وقررت أن ألقاها مرة ثانية، وذهبت وأنا على يقين أنها ليست شاطرة فقط، لكنها ذكية ومرحة، وذات شخصية قوية، وأنها ستضفى على حياتى بهجة لم أعرفها، منذ أن وصلت إلى القاهرة وهكذا تكرر اللقاء عدة مرات حتى جاء الصيف”.

صورة تجمع نجلاء فتحي مع حمدي قنديل – إنترنت

نجلاء فتحي مع حمدي قنديل

ثم أضاف متابعاً: “علمت أنها ذهبت مع ابنتها الوحيدة ياسمين لتقضى أسبوعين فى العجمى، وعندما علمت أنها صديقة لزوجة صديقى رجل الأعمال ممدوح مرسى، الذى يقضى شهور الصيف فى فيلته هناك، حجزت أنا الآخر غرفة فى فندق بالإسكندرية وواظبنا على اللقاء كل يوم”.

ويذكر الكتاب كيف قرأ حمدي الذي كان ذكياً شخصية نجلاء حيث كتب: “اكتشفت أن بيننا الكثير مما يجمعنا، كانت تصحوا مبكراً، وكانت تحب السفر، وتجيد لعب الطاولة، كما أنها تنفر من حفلات وسهرات المجتمع، وكانت تتابع جيداً الشأن العام، وتميل إلى نهج اليـ.ـسار، على الرغم من أن عبد الناصر أمم أرض والدها حسين بك فتحى الذى كان من أعيان الفيوم، وعندما عادا للقاهرة، وكانت معها ابنتها ياسمين، وكانت فى الرابعة عشر من عمرها حينها، لم يجد صعوبة فى التعامل معها، بل إنها راحت تداعبه وهم فى الطريق.

وبعد تعدد اللقاءات بينهما، اتصلت به نجلاء فى إحدى المرات وحكت له عن يومها فى النادى وأنها مارست رياضة المشى أكثر من اللازم لوجود موضوع مهم يشغل تفكيرها.

وعندما سألها قنديل عن هذا الأمر المهم، فاجأته قائلة: “أنا هتجوزك النهاردة”، ومن شدة توتره أخذ يردد “عظيم عظيم” دون أن يدرى ما الذى يقوله، ثم سألته نجلاء: “أليس معك بطاقة شخصية؟”.

ورغم أنه لم يستخرج بطاقة شخصية فى ذلك الوقت، طلبت منه نجلاء أن يحضر إلى منزلها فى الخامسة بعد الظهر ومعه جواز السفر، ثم اختتمت حديثها بقولها “موافق أم سترجع فى كلامك”، فرد عليها بلا تردد “موافق أكيد”.
وكتب حمدي أنه كان متفاجئاً من طلبها غير المعتاد في الثقافة المصرية، رغم أنه كان سبباً قوياً في موافقته، لذلك سألها فور وصوله إلى المنزل: “ألم تفكرى فى الحال الذى ستكونين عليه لو كنت ماطلت فى القبول؟”.

فردت عليه نجلاء: “فكرت بالطبع، لكنك تعلم أننا لسنا فى قصة غرام مشتعلة وكلانا لنا تجارب فى الزواج من قبل، وما بيننا هو إعجاب شديد”، وتابعت: “لن أحزن كثيراً عليك إذا رفضت لأنك حينها لن تستحق ثقتى فى رجاحة عقلك، وبالتالى لن تكون الزوج المناسب لى”.

مرض نجلاء واختفائها بسببه

في عام 2014 أصيبت نجلاء فتحي بحالة مرضـ.ـية نادرة تسمى “الصدفية المستعصية”، وسافرت للعلاج إلى سويسرا عدة مرات حيث كان العلاج مكلفاً بواقع أربعة حقن قيمة كل حقنة 7 آلاف دولار تكفلت هي وعائلتها بها.

لكن جميع المحاولات باءت بالفشل فعادت للقاهرة محاولة التكيف مع المـ.ـرض، بمساعدة زوجها حمدي قنديل قبل أن يضعفه المرض هو الآخر لترعاه بنفسها حتى أنها رفضت الخروج من المنزل وتركه حين طلبت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي تكريمها في 2017 قائلة “كيف أشعر بالفرح وزوجي يتألـ.ـم؟” ليتوفاه الله في أخر شهر أكتوبر عام 2018 تاركا زوجته تواجه الوحـ.ـدة والمـ.ـرض.

تعليقات فيسبوك

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق