خلع أسنانه من أجل فيلم ويعمل دون أجر حباً في السينما..قصة الفنان المصري محمود حميدة وأهم محطات حياته

خلع أسنانه من أجل فيلم ويعمل دون أجر حباً في السينما..قصة الفنان المصري محمود حميدة وأهم محطات حياته
مدى بوست – فريق التحرير
هو واحد من أهم وأبرز الفنانين في تاريخ السينما المصرية، وسامته التي تجذب النساء من أهم الصفات التي تميزه، حيث تسببت في إطلاق لقب “الجان” عليه.
له تاريخ حافل فى عالم الدراما العربية، بسبب أدواره المتميزة وشخصيته الفريدة التي تتمتع بالثقافة العالية ورؤيته المختلفة للفن وعشقه لكسر التابوهات والقوالب الفكرية والسينمائية القديمة، حيث وصف نفسه ذات مرة في أحد اللقاءات الصحفية بأنه فنان يستهويه العصيان. كما أن اختياره للأدوار المختلفة والمنوعة كان مهما في ترك علامة تخص إسمه وصناعة هويته في تاريخ السينما المصرية، بل وامتد أثرها على جمهور الوطن العربي .إنه الفنان الكبير محمود حميدة.
لمحة عن محمود حميدة:
هو محمود حسن محمود حميدة الشهير بالاسم الفني محمود حميدة. ممثلٌ مصري ولد في القاهرة في السابع من ديسمبر عام 1953، وقد كانت عائلته محبة للفن وهو ما كان دافعاً له حتى أنه أحب الفن منذ صغره، حيث شارك في عدد كبير من الأعمال كما ذكر بنفسه على خشبة المسارح المدرسية والمسارح الجامعية وفرق الهواة للتمثيل.

وبعد الثانوية العامة، انتسب حميدة إلى كلية الهندسة وأمضى فيها سبع سنين دون أن يستطيع التخرج، عندها قرر نقل أوراقه وتحول إلى كلية التجارة حيث حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة القاهرة عام 1981 وعمل لفترة في إدارة المبيعات لدى إحدى الشركات العالمية الكبيرة دون أن يفقد اهتمامه بالفنون والثقافة في الوقت نفسه.
وقد كان شغف محمود حميدة لكل أنواع الفنون جامحاً حتى أنه تعلم الرقص في بداية حياته المهنية، واعتبر الرقص فرصةً لضبط حياته وتنظيمها. كما قام خلال حياته بتأسيس شركة إنتاج، وأطلق عليها اسم (البطريق), كما أسس أيضا مجلة (الفن السابع). ويعرف الوسط الفني كله أن محمود حميدة لم يغلق بابه أمام موهبة قط، حيث كان مهتماً إلى جانب التمثيل بدعم المواهب الشابة والسعي لتطويرها، لتكون مواكبةً للتطور الفني المحلي والعالمي على حد سواء.
شركة البطريق لصاحبها محمود حميدة
في عام 1996 إنطلقت شركة البطريق للإنتاج الفني والتي أسسها الفنان محمود حميدة. قدم من خلالها فيلم “جمال عبد الناصر” عام 1999، وفيلم “جنة الشياطين” عام 2000، والذي صنفته المهرجانات والنقاد معا كواحد من أهم الأعمال السينمائية المصرية وحصل الفيلم والشركة معا بسببه على عدد من الجوائز. وأيضا قدمت الشركة الفيلم التسجيلي”نازك الملائكة” في العام 2000. كما أنتج أيضا فيلم “ملك وكتابه” عام 2005، وفيلم “جلد حي” الحاصل على عدة جوائزعام 2010.
فترة التسعينات الذهبية في حياة حميدة:
كان عام 1982 هو بداية انطلاق مسيرة محمود حميدة الفنية، حيث شارك في من خلال دور صغير في مسلسل “الإسلام منارة السلام” من إخراج أحمد طنطاوي والذي يعد أول أعماله الدرامية. بينما في عام 1986 رشحه المخرج أحمد فؤاد لتقديم دور في فيلمه “الأوباش” والذي كان من بطولة ميرفت أمين ويحيى الفخراني وهشام سليم، وقد نفذ الدور بحرفية عالية سجل به حضوراً في أول عمل سينمائي له.
كما قدم في عام 1987 مسلسل “خمسة خمسة” من إخراج أحمد بدر الدين ومسلسل “الوسية” والذي أخرجه اسماعيل عبد الحافظ في عام 1990. لكنه قرر التخلي عن الشاشة الفضية والتركيز على عشقه الأول والأخير السينما.
شهدت التسعينات فترة الذروة في نشاط محمود حميدة حيث قدم تاريخاً كبيراً من الأسماء مثل: فيلم “الإمبراطور”، فيلم “سيدة القاهرة”، فيلم “المساطيل”، فيلم “كيد العوالم”، فيلم “الفرقة 12″، فيلم “عصر القوة”، فيلم “شمس الزناتي”، فيلم “احذروا هذه المرأة”، فيلم “امرأة آيلة للسقوط”، فيلم “سمارة الأمير”، فيلم “صراع الزوجات”، فيلم “الشرس”، فيلم “رغبة متوحشة”، فيلم “الثعالب”، فيلم “الذئب”، فيلم “اللعب مع الأشرار”، فيلم “إنذار بالطاعة”، فيلم “اغتيال”، فيلم “عفاريت الأسفلت”، فيلم “المصير”، فيلم “دانتيلا”، فيلم “أمن دولة”، فيلم “جنة الشياطين” وفيلم “الآخر”.
حميدة صائد الجوائز
ساهمت اختيارات محمود حميدة في جعله قناصاً للجوائز، حيث حصل على جائزةٌ في مهرجان الفيلم السنوي عن دوره في فيلم الباشا عام 1994. كما حاز جائزة أفضل ممثل من الجمعية المصرية لفن السينما عن دوره في فيلم الرجل الثالث عام 1995. ثم جائزة أفضل تمثيل من المهرجان القومي للسينما المصرية، عن مشاركته في فيلم عفاريت الإسفلت عام 1996.

وأيضا حصل على جائزة أفضل ممثل من مهرجان تطوان الدولي عن فيلم جنة الشياطين عام 2003. حصل علي جائزة الإنتاج من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن فيلم جنة الشياطين، عام 1999، وجائزة الإنتاج من المهرجان القومي السادس للسينما المصرية، عن فيلم جنة الشياطين، عام 2000 وجائزة أحسن ممثل من جمعية فن السينما عن فيلم إسكندرية-نيويورك عام 2005.
ومن المهرجان القومي الحادي عشر للسينما المصرية عن فيلم بحب السيما عام 2005؛ ثم تكريمه في مهرجان مسقط الدولي عن دوره في فيلم ملك وكتابة عام 2006، وبعدها تم تكريمه في المهرجان القومي الثاني عشر للسينما المصرية عن نفس الفيلم والذي أنتجته شركته عام 2006، ومن مهرجان المركز الكاثوليكي بالقاهرة عن نفس الفيلم عام 2007. كما تم اختياره ليكون رئيساً شرفياً لمهرجان الأقصر السينمائي في دورة 2019.
أحب زوجته في عمر خمس سنوات
روى الفنان محمود حميدة قصة زواجه من زوجته، خلال لقائه في برنامج صالون أنوشكا. وقال إنه كان يعرف زوجته، منذ أن كان عمره 5 سنوات، وارتبطا بعلاقة حب في سن المراهقة لكنهما انفصلا لفترة، ثم عاودا الاتصال مرة أخرى بعد سنوات: “كان كل واحد فينا اتغير، مكناش بنتقابل مش عايز أقول بقينا غرباء لكن كل واحد فينا حياته اتطورت بشكل تاني”.
وتابع “زوجتي ولله الحمد وربنا يكون في عونها مخدتش مني زي ما أي عروسة بتاخد من عريسها، الشبكة كانت شيء لا يُذكر ومش فاكر غالبا كانت حاجة دهب، مكنتش ببص للأمر على انه شبكة ومهر، صحيت من النوم قلت لأبويا أنا هتجوز في شقة مفروشة، قالي انا ماليش علاقة بالموضوع ده، لكن هي فرحت جدا وحماتي كمان فرحت، وكنت أظن انهم هيقولوا لا لما تجهز تعالى، كان الأمر فعلا احنا بنشتري راجل ومكنش ليهم طلبات”.
وروى موقف محرج تعرض له في حفل “خطوبته”، قائلًا “في الخطوبة زمايلي في المعهد جم عملولي فضيحة، الظاهر واحد فيهم جاب بنت واحدة جارتهم مع واحدة زميلتنا من فرقة التمثيل، وكنا عاملين الخطوبة في بني سويف، كان عايز يعمل فضيحة ويقول اني اتجوزت زميلتنا وخلفت منها ومش معترف بالبنت.. كانت خطوبة مسخرة”.
خلع أسنانه
محمود حميدة يفعل أيّ شيء من أجل فن، ولهذا خلع سنتيه الأماميتين خلال تصوير فيلم “جنة الشياطين”. وأعاد “حميدة” نشر منشور جاء فيه: “ناس كتير متعرفش إن محمود حميدة ضحى بسنتين من سنانه عشان فيلم جنة الشياطين، ممثل مهم وبيعمل كل اللي يخدم الدور”.
وعلق الفنان الكبير على المنشور قائلا :”صحيح يا ناهد بردنا كام سنة كده، عشان ماكنش فيه إمكانيات المكياج اللي تساعد وقتها، أشكرك على كلامك الجميل”.
يعمل دون أجر
قال الناقد طارق الشناوي، خلال لقاء تليفزيوني ببرنامج “صباحك مصري”، أن محمود حميدة أنفق من أمواله على الثقافة السينمائية من خلال إنشاء مجلة الفن السابع لنشر الثقافة السينمائية في المجتمع، وقال أيضاً أن الشاعر فؤاد حداد يمثل مفتاح ودستور محمود حميدة وذلك من خلال استرجاع حميدة الدائم لأبيات شعر حداد لتأكيد وجهات نظره.
وتابع طارق الشناوي بأن محمود حميدة كان يشارك في أفلام في التسعينيات من القرن الماضي ومطلع الألفية الثالثة دون أجر حباً في الفن، وإنه يمتلك مرونة في التعامل مع الزمن، وذلك من خلال قبوله المشاركة مع نجوم شباب في أعمال فنية من خلال أدوار مؤثرة كمشاركته في فيلم “حرب كرموز” مع الفنان أمير كرارة.
عن آراءه التي صدمت الجمهور
لمحمود حميدة عدد من التصريحات الجريئة تماماً كشخصيته، ففي حواراته تحدث عن شكل حياته السابقة والحالية، وكيف كون آراءه وتجاربه عن الحياة. حيث اعتبر الفنان محمود حميدة، أن كل من تجاوز الخمسين من العمر “فاسد بالضرورة”، قائلاً: ” أنا فاسد عشان موجود فى مكان فاسد، فقد عشت الفساد ومارسته فى الحياة بمعنى الموافقة عليه.. وكنت أرى فاسداً ولا أعترض حتى اعتدت عليه”.
كما قال في إجابته عن سؤال عن أصدقائه إنه ليس له أصدقاء بل “أصحاب” كثر، ولكن ليس بينهم “ممثلين” ولا يمانع إذا ما صادف فى وقت ما وصاحب شخص مثلي، ولن يدينه أو يقاطعه، ولن يهتم بما يقال، مضيفاً: “كل فرد من أفراد المجتمع يتنازل عن جزء فى حياته وأنا واضح مع نفسى لدرجة أنى مش عاوز أعرفها، فأنا شخص يعيش اللحظة ومحب للحياة ولست من أنصار الموت بل أكرهه ولا أخافه، ولا أحب دناءة نفسى”.

كما تحدث عن مفهوم تأمين حياة بناته، حيث من المعروف أنه تزوج مرتين أنجب من الزوجة الأولى ثلاث بنات هم أسماء وإيمان وأمينة وقال: “ما معنى تأمين مستقبل بناتي؟ فمن الممكن جدا أن أكون إدخرت ثروة طائلة لهن، ولكن من يتزوجوهن يسرقون أموالهن، فماذا سيكون رد شعوري بعد مماتي”
كما تحدث عن صفاته الشخصية فقال: ” أنا بطبعى خجول، ولا أخاف من الموت، أو أى شىء آخر، وهناك فرق بين الخوف والجبن، واعتبر أن أخوف الخوافين أشجع الشجعان”، وتابع قائلا: “اشتاق لوالدى كثيراً ويوسف شاهين وعبد العظيم عبد الحق، ومحمود عبد العزيز، وأشعر أنهم موجودون بجانبى وليسوا أمواتاً”.
الجدير بالذكر أن أخر أعماله هو فيلم “الغسالة” الذي عرض خلال موسم عيد الأضحى 2020. وحضر محمود حميدة العرض الخاص برفقة أسرته، بناته وأحفاده. وهو من بطولة كل من محمود حميدة، أحمد حاتم، هنا الزاهد، بيومي فؤاد، أحمد فتحي، محمد سلام، تأليف عادل صليب، إخراج عصام عبد الحميد. ويعتبر تجربة إنتاج مشترك بين شركات “نيو سينشري” و”أفلام مصر العالمية” و”سينرجي”، ويتولى التوزيع داخل مصر شركة “دولار فيلم”.