معبودة الجماهير التي عشقت فريد الأطرش وتمنت أن تصبح أماً.. لقطات من حياة الفنانة المصرية شادية

معبودة الجماهير التي عشقت فريد الأطرش وتمنت أن تصبح أماً.. لقطات من حياة الفنانة المصرية شادية
مدى بوست – فريق التحرير
هي ممثلةٌ ومطربةٌ مصرية. اشتهرت بأدوارها الكوميدية والدرامية في الفترة الممتدة بين خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وتعتبر إحدى الممثلات والمغنيات المبدعات في مصر والشرق الأوسط، كما تعتبر رمزًا للعصر الذهبي للسينما المصرية. يعتبرها النقاد من أكثر الفنانات العربيات شهرةً ونجاحًا في زمانها. فخلال 40 عامًا من مسيرتها الفنية، لعبت أدوار البطولة في أكثر من 112 فيلمًا وعروضًا إذاعية ومسرحيات متغلبة خلال مسيرتها على العديد من المعوقات التي كانت تقف في طريق نجاحها وطموحها. كما استحقت التكريم في العديد من المناسبات والمهرجانات تقديراً لدورها وتاريخها. إنها الفنانة الراحلة شادية.
من هي شادية
من مواليد برج الدلو حيث ولدت في يوم 8 شباط/فبراير 1931 ولدت فاطمة كمال الدين أحمد شاكر، التي عرفت فيما بعد باسمها الفني شادية، في حي الحلمية الجديدة بمدينة القاهرة، لأم مصرية من أصل تركي وأب مصري الأصل كان يعمل مهندساً زراعياً بالمزارع الملكية. وأسرة تتكون من أربعة أشقاء هم محمد وسعاد وطاهر وعفاف، لتحتل هي الترتيب الأخيرة كخامسة أشقائها، حيث لقبت من قبل أفراد الأهل والعائلة باسم “شوشو” بينما الأصدقاء من الوسط الفني والمقربين ينادوها باسم “فتوش”.
أصل لقب شادية
لا أحد يعلم حتى اليوم سبب تسميتها بشادية أو من هو أول من سماها، حيث قيل إنه يوسف وهبي عندما كان يعمل في فيلم “شادية الوادي” ورآها بالصدفة، وقيل إنّه عبد الوارث عسر الذي لقّبها “شادية الكلمات” وذلك بسبب طريقتها المتميزة في نطق الجمل الحوارية، وقيل أيضاً إنه المخرج حلمي رفلة الذي اكتشفها كممثلة واختارها لتمثل فيلم “العقل في أجازة”.
تاريخ طويل في الفن
قدمت شادية خلال تاريخها أكثر من خمسمائة أغنية، وما يزيد عن المئة فيلم وتألقت في أكثر من ثلاثين منها لتصنع ثنائي سينمائي ناجح مع الممثل كمال الشناوي. كما غنت برفقة كبار المطربين مثل عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش في مجموعةٍ من الأفلام أشهرها فيلم “معبودة الجماهير” عام 1967، ومن الأغاني التي قدمتها “مخاصمني بقاله مدة” و”إن راح منك يا عين” و”سيد الحبايب” و”حاجة غريبة” التي تعاونت فيها مع عبد الحليم حافظ.

وقد تم تصنيف ستة من أفلامها بين أفضل مئة فيلم مصري في القرن العشرين. وأصبحت أغنيتها “يا حبيبتي يا مصر” نشيد الثورة المصرية عام 2011. كما صنعت ثنائية سينمائية مع فاتن حمامة في “موعد مع الحياة” في 1954 وفي “المرأة المجهولة” عام 1959. إضافةً إلى أنها برزت في مجموعةٍ من الأفلام ومنها رائعة الأديب الكبير نجيب محفوظ “اللص والكلاب” عام 1962.
كما تنوعت أنواع الأدوار التي تقدمها، حيث شاركت بمجموعةٍ من الأفلام الكوميدية منها على سبيل المثال: “الزوجة رقم 13″ عام 1962 و”مراتي مدير عام” في 1966. إلى جانب ذلك قدمت خلال مسيرتها أدواراً هامة مثل فيلم “الطريق” عام 1964.
وبالحديث عن مشاركاتها المسرحية فقد قدمت خلال تاريخها مسرحية وحيدة هي “ريا وسكينة” المقتبسة من قصة حقيقية تتحدث شقيقتين مصريتين تعتبران من أشهر السفاحين في زمنهم، وأخرج المسرحية حسين كمال عام 1953. حيث كانت تفكر جدياً في الإعتزال خلال تلك المسرحية، وأخبرت المخرج بذلك بالفعل، لكنها في النهاية قررت تقديم العمل حتى النهاية.
علاقتها بعائلتها
تحدثت الفنانة التشكيلية ناهد شاكر، ابنة شقيق شادية عن مقتطفات من حياتها الخاصة وعلاقتها بعائلتها، قائلة: “كانت أمًّا حنونة وإنسانة جميلة للغاية، كانت توقظني وأمي يوميًّا عند صلاة الفجر، ونفاجأ أنها أعدت لنا أطباقا من شرائح التفاح والفاكهة، كما أنها كانت شديدة التعلق بالأطفال ولديها هوس بالأمومة، لدرجة أنها كانت تشترى العرائس بجنون طوال حياتها”.
أضافت: “أنا تربيت على يد شادية بعد وفاة والدى وكانت بالنسبة لى الأم الحنونة ودائمًا ما تلعب معى وتهتم بى وترعانى رعاية كاملة، وأحضرت لى المدرسين فى المنزل لتحسين مستواي الدراسى حتى دخلت الجامعة”. وتابعت قائلة: “كنا دائما نتجمع يوم الجمعة ونتغدى، وكانت أكثر الأكلات المفضلة لها هى الكباب والرنجة، هى كانت أمى الحقيقية من تولت رعايتنا أنا وإخواتى وكل بنات العيلة”.
إعتزال شادية
اعتزلت شادية عام 1984 عندما أكملت عامها الخمسين، بعد رحلة عمرة قابلت خلالها الشيخ محمد متولي الشعراوي، والذي أقنعها بالإعتزال وارتداء الحجاب لتنضم لحوالي 20 فنانة قامت بذلك في فترات متقاربة. وعندما قررت الاعتزال وارتداء الحجاب بررت هذا القرار بمنتهى العزم والإرادة قائلة:

“لأننى في عز مجدى أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا… لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهى ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها. أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لى عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتى في خيال الناس”.
قصص الحب الأولى
خفق قلب الفنانة شادية بالحب لأول مرة عام 1947 لضابط أسمر من الصعيد. وبينما كانت شادية تتأهب لعقد قرانها كانت يد القدر أسبق فخطفت حبيبها الذي سقط شهيداً في ساحة الحرب بين العرب وإسرائيل عام 1948 ليصنع حبها الأول أثراً عميقاً في حياتها وشجنها.
كانت الزيجة الثانية حين التقت عماد حمدي في “قطار الرحمة” عام 1952 الذي كان متجهاً للصعيد وله أهداف إنسانية واشترك فيه عدد كبير من الفنانين، وارتبطا سريعاً ليتم عقد الزواج أثناء تصوير فيلم “أقوى من الحب” بالإسكندرية عام 1953 رغم فرق السن بينهم الذي كان يتعدى الـ20، واستمر هذا الزواج لمدة ثلاثة أعوام. حتى حدث الطلاق عام 1956م بعد عدة مشاكل أهمها شرطه بعدم الإنجاب وهو ما رفضته شادية التي كانت تحلم بالأمومة دائماً، ويقال أنه صفعه إياها أمام أصدقائهما في إحدى الحفلات نتيجة غيرته الشديدة عليها كانت اللحظة التي انتهت فيها هذه الزيجة فعلياً.
واستمر الحب في حياة شادية
كانت قصة حب شادية مع فريد الأطرش رومانسية للغاية رغم أنها كانت لا تحب أغانيه، لكن بسبب حياة فريد الصاخبة انتهت قصة حبهما لرغبة شادية في الزواج والاستقرار ضمن حياة هادئة.
وفي سبتمبر1957 تزوجت شادية من الإذاعي المعروف فتحي عزيز ابن المهندس المعماري محمد فتحي والذي ينتمي لأسرة تضم ميمي وزوزو شكيب شقيقتي والدته، كما أن والدته هي عمة الفنان عمر الحريري. حيث تعرفت شادية به في سرداق عزاء الفنان سراج منير.
لكنها طلبت الطلاق بعد عامين وذلك بسبب غيرته الشديدة عليها والتي أدت إلي وصول العلاقة بينهم إلى نهاية المطاف، وأيضاً بسبب فقدانها لحملها في شهره الثاني، حيث أصيبت بصدمة نفسية وعصبية جعلتها لا تطيق غيرته عليها. وتم الطلاق في 08/06/1959م.
قليل من الاستقرار
في عام 1964 ارتبطت شادية الفنان صلاح ذو الفقار حيث قالت شادية أن هذا الزواج كان عنوان الاستقرار في حياتها، حيث استمر لمدة سبع سنوات مما انعكس على فنّها بالنجاح والنضج والعطاء. لكنه انتهى بالطلاق في عام 1969م بعد فقدانها مرة ثانية لحملها في الشهر الرابع، فدخلت بسبب ذلك في رحلة علاج من صدمة نفسية وعصبية، اتخذت بعده هذا القرار.
شادية التي غاب نجمها
نقلت شادية إلى المستشفى بعد تدهور حالتها الصحية بعد إصابتها بجلطة دماغية في أوائل نوفمبر عام 2017، وبعد حوالي 28 يوماً غاب نجم شادية التي توفيت بسكتة دماغية في يوم الثلاثاء 28 نوفمبر عام 2017 الموافق 10 ربيع الأول 1439 هـ عن عمر ناهز 86 عاماً بمستشفى الجلاء العسكري بالقاهرة.

وقد تجمع حشد كبير من المعجبين والنجوم ومنهم دلال عبد العزيز رجاء الجداوي سمير صبري شيرين فاروق الفيشاوي في اليوم التالي خارج مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة لحضور جنازة الفنانة التي وصل نعشها ملفوفا بالعلم المصري. ليقرر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تكريس نسخته التاسعة والثلاثين التي بدأت في الفترة من 21 إلى 30 نوفمبر 2017 لشادية تكريماً لها بسبب عملها الفريد والمميز في حياتها. وأيضاً أقامت منظمة الأمم المتحدة للفنون احتفالية كبيرة لإحياء ذكرى مضي أربعين يومًا على وفاتها. ثم قام معرض القاهرة الدولي للكتاب بتغيير اسم مخيم الفنون ليحمل اسم الفنانة الراحلة شادية.