بدأ طريقه مع هنيدي وأشرف عبد الباقي، وجعل من اللمبي نجماً، وشعر بقرب رحيله..قصة الفنان الراحل علاء ولي الدين وأهم محطات حياته

بدأ طريقه مع هنيدي وأشرف عبد الباقي، وجعل من اللمبي نجماً، وشعر بقرب رحيله..قصة الفنان الراحل علاء ولي الدين وأهم محطات حياته
مدى بوست – فريق التحرير
هو فنان مصري راحل لكنه لا يزال باقياً في ذاكرة محبيه، لا يزال ووجهه البرئ ذو الابتسامة الطفولية حياً في القلوب.
حين كان يتكلم كانت الطيبة في صوته تتدفق لتلمس القلوب عبر آلاف الكيلومترات. مُنذ يوم ولادته صبياً داخل صعيد مصر وهو مميز بخفة دمه والقبول الذي ميزه الله به، عُرف بأنه “ابن مـ.ـوت” وليس “ابن عز” كعنوان آخر أفلامه، يتحدث عن المـ.ـوت في عز انشغاله بمقتضيات الحياة اليومية، يوصي من حوله بالنظر إلى مثواهم الأخير، حتى رحل عنّا مبكراً، قبل أن يكمل عامه الأربعين.
كان طاقة كوميدية متدفقة وموهبة كبيرة، لو كتب الله له العمر لأصبح واحداً من أهم نجوم الجيل الحالي بلا منازع. فقد كان قنـ.ـاصاً للإيرادات بكل فيلم يقدمه. إنه الفنان الراحل علاء ولي الدين.
من هو علاء ولي الدين
هو علاء سمير سيد وليّ الدين الشهير بالاسم الفني علاء ولي الدين، ولد في محافظة المنيا بمركز بني مزار قرية الجندية بمصر في يوم الثامن والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر عام 1963. وقد كانت أسرته دافعاً له في حب الفن وتحوله إلى شغف، فوالده كان الفنان سمير ولي الدين والذي كان ممثلاً، وكذلك كان يعمل مدير عاماً لملاهي القاهرة. بينما كان جده الشيخ سيد ولي الدين مؤسس مدرسة في قرية الجندية التابعة لمحافظة المنيا أنشأها بالكامل على نفقته الخاصة وظلت تعمل لأعوام إلى أن انتقلت إلى الجهات الحكومية.

وهو الابن الأوسط بين شقيقيه “خالد” و”معتز”، وقد كان شغوفاً بالدراسة بسبب جده فأكمل تعليمه عندما حصل عام 1985 على بكالوريوس في المحاسبة من كلية التجارة بجامعة عين شمس. ورغم مرور سبع عشرة عاماً على رحيله، إلا أن جمهوره وخاصة من رواد “السوشيال ميديا” لم ينسوه، حيث ترك إرثاً من الشخصيات الكوميدية والقفشات التي يعاد استخدامها في الكثير من المواقف، ومنها شخصية “سمير بسيوني” الشاب الذي يرغب بالانتـ.ـحار في فيلم “الارهـ.ـاب والكباب” عام 1992.
ارتباطه بوالده الذي أثر عليه بعد وفـ.ـاته
حينما قرر والد الفنان علاء ولي الدين الانتقال إلى القاهرة. انتقل علاء معه لتستقر العائلة بأحد شوارع حي مصر الجديدة الذي يتسم بالهدوء. وبدأ يستكشف هذا العالم الجديد ويشاهد كبار الممثلين مع والده، والذي شارك في مسرحية “شاهد مشافش حاجة”، حيث قام بدور “الشاويش حسين”، حيث كان يحرص علاء على أن يذهب مع والده إلى كواليس المسرحيات والأفلام، يقف في أقرب منطقة تُخفيه عن الأنظار، يحفظ ما يقوم به الممثلون جيداً.
ثم يعود المنزل ليقف أمام المرآة ويُكرر كل ما رآه في الكواليس، وهكذا استمرت حياته ما بين مدرسة مصر الجديدة الثانوية العسكرية التي كان يدرس بها صباحاً، وبروفات والده ليحلُم بالفن ليلاً، إلى أن توفـ.ـي والد علاء. وقد حكى علاء ولي الدين كيف سارت حياة الأسرة بعدها في لقاء تليفزيوني أواخر التسعينات، اختصرها في جملة قالها بمنتهى الفخر وكأنه يطبقها على نفسه: “بابا مسابليش فلوس ولا ثروة، لكن سابلي حاجة مهمة نفعتني، حُب الناس وسيرته الحلوة”.
وقد تحمّل علاء مسؤولية الإنفاق على إخوته، إلى أن التحق بكلية التجارة، وكان خلال دراسته يعمل أيضاً كفرد أمن بسبب بُنيانه الضخم الذي ساعده على الحصول على هذه الوظيفة بمنتهى السهولة.
علاء والمشاغبون الثلاثة
ساهم علاء ولي الدين خلال تاريخه القصير نسبياً في ظهور عدد من نجوم الساحة الفنية الحاليين، منهم على سبيل المثال لا الحصر أحمد حلمي وكريم عبد العزيز ومحمد سعد، حيث قدمه في شخصية “اللمبي” والذي كان أول ظهور لها في فيلم الناظر، وبعدها انطلق محمد سعد وأصبح نجم شباك من خلال هذه الشخصية. لكنه كان دائما يتحدث عن المشاغبون الثلاثة الذين شاركوه الرحلة بحلوها ونجاحها وإشاعاتها ومرها، وهم محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي وأحمد آدم.

يحكي علاء ولي الدين بنفسه في أحد اللقاءات التليفزيونية عن هؤلاء المشاغبين قائلاً: “هما دول التلاتة وأنا الرابع، والله اللي بينا قصة جميلة جداً ورحلة جميلة، وبرغم كده الجرايد بتتكلم عن حاجات غريبة جداً، يعني مثلا في خبر قرأته غريب جدا، أنا لسه راجع امبارح من العمرة، وهنيدي لسه واصل السعودية امبارح يعمل عمرة، الخبر بيقول: إنه رغم الخـ.ـلافات والمشـ.ـاجرات والمـ.ـآسي بين علاء وهنيدي ولكن حرصا على أن يؤديا العمرة معاً.. طيب أنا قاعد معاكم أهو، وهو لسه رايح إمبارح يعمل عمرة، بيتكلموا عن خـ.ـلافات ومفيش الكلام ده والله”.
وتابع قائلاً: “إحنا بينا كلنا عشرة كبيرة جداً، سنين طويلة مع بابا، وتعبنا مع بابا، وأحلامنا، ونجاحنا، أشرف أول واحد وصل فينا وكان بيعمل أفلام كتير، أنا كنت قاعد مع والدتي في البيت وأحمد آدم مغترب جاي من إسكندرية، ومع ذلك نتلم كلنا ونقعد مع بعض في شقة واحدة، وكنا نقعد جنب معهد السينما رغم إننا مش طلاب فيه، ولا واحد فينا دخل المعهد بس قاعدين جنبه متربصين ونروح نقعد في الكافتيريا هناك ونفسنا ندخله ومش عارفين”.
محطات فنية في حياته القصيرة
لم يصعد علاء ولي الدين سلم الشهرة مرة واحدة، حيث بدأها منذ البداية من خلال العديد من الأعمال كدور ثانوي في أفلام مثل: “هدى”، و “معالي الوزير”، و “رسالة إلى الوالي”، و “حلق حوش”، و “الإرهـ.ـاب والكباب”، و “المنسي”، و “بخيت وعديلة”، و “النوم في العسل”. وأيضاً شارك مع الهضبة عمرو دياب في فيلمين وهما “آيس كريم في جليم” عام 1992، و”ضحك ولعب وجد وحب” عام 1993. كما ظهر في كليب أغنية “راجعين” عام 1995 مع العديد من النجوم مثل غادة عادل، وطلعت زين، وعزت أبو عوف، وحسين الإمام.
أما على مستوى البطولة السينمائية، فقد قدم عدداً محدوداً من الأعمال هم: “عبود على الحدود”، و “الناظر”، و “ابن عز” والذي يعتبر آخر أعماله السينمائية المعروضة، وفيلم “عربي تعريفة” والذي لم يكتمل بسبب وفـ.ـاته أثناء تصويره.

بينما اقتصرت أعماله المسرحية، والتي كان يعد ملك الارتجال فيها في ذلك الوقت بلا منازع من خلال أعمال “حكيم عيون”، و “لما بابا ينام”، و “ألابندا”.
وعلى صعيد الدراما التليفزيونية شارك في أدوار في مسلسلات “زهرة والمجهول”، و “علي الزيبق”، و “الزيني بركات”، و “وإنت عامل إيه”، و “فوازير أبيض وأسود”، وكان له مشاركات في حلقات من المسلسل السعودي الشهير “طاش ما طاش”، وأيضاً مسلسل “الدنيا حظوظ” وغيرها.
اللحظات الأخيرة تدل على قلبه الطيب
كشف ابن عم علاء ولى الدين في لقاء تليفزيوني عن ما دار في آخر يوم من حياة المرحوم والذي كان يوم عيد الأضحى المبارك في عام 2003 حيث قال بأنه كان ينوى أن يصطحب والدته بعد الانتهاء من تصوير فيلم “عربي تعريفة” للإقامة الدائمة فى مكة ، مضيفاً: “علاء كبر تكبيرات العيد فى البرازيل، وقال لي بعد عودته: أنا كبرت وذكرت اسم الله فى حتة ماسمعتش صوت أذان قبل كده”، وبعد وصوله للقاهرة فجر عيد الأضحى قال له أخوه خالد: أنا جهزت لك شقة الزوجية، فرد علاء قائلا: تعبت نفسك ليه أنا عارف مش هادخلها، وكلمني فذهبت إليه ووجدته على السطوح، دبـ.ـح وكان طبيعي جداً وبيهزر ويقول إيفيهات، وبعدها أخدت أنا وأخوه خالد شنط اللحم لتوزيعها، وقال علاء لوالدته: أنا هادخل أنام ولما ييجي إسماعيل وخالد هاقوم أعمل السنة وناكل الفتة”.

وأكد إسماعيل ولي الدين أنه لم يمر سوى دقائق معدودة بعد نزوله مع خالد شقيق علاء حتى اتصل بهم شقيقه معتز وهو يصرخ: تعالوا بسرعة علاء مـ.ـات، ولما رجعنا لقيناه وقع على الأرض بمجرد دخول غرفته. والطبيب قال مباشرة إنه مـ.ـات بعد ما أصيب بسكتة دماغية بسبب ارتفاع السكر في دمه بشكل مفاجئ رحمة الله عليه