بدأ الغناء في عمر الـ15 واعتزل 6 سنوات وساند الشعب السوري .. قصة المطرب اللبناني فضل شاكر وأسرار الاعتزال ثم العودة (صور/ فيديو)

بدأ الغناء في عمر الـ15 واعتزل 6 سنوات وساند الشعب السوري .. قصة المطرب اللبناني فضل شاكر وأسرار الاعتزال ثم العودة (صور/ فيديو)
مدى بوست_فريق التحرير
فضل شاكر؛ مطرب لبناني شهير بدأ مشواره الفني في عمر الخامسة عشر، عندما كان يغني في الأعراس والمناسبات، وفي النصف الثاني من التسعينيات، وعلى شاشة تلفزيون “المستقبل” كان ظهوره الأول، حيث قدم أغنيته “متى حبيبي متى” والتي حققت نجاحًا ساحقًا.
الألبوم الأول للمطرب فضل شاكر حمل اسم “والله زمان” وطُرح عام 1998، ثم توالت ألبوماته عامًا بعد عام، فقدم ما يقارب 11 ألبومًا غنائيًا، وعشرات الأغاني المنفردة، وبعض الأناشيد الدينية في فترة اعتزاله التي امتدت لـ6 سنواتٍ.
عام 2012 أعلن شاكر اعتزاله الغناء نهائيًا، لأسباب دينية وسياسية وفنية، فهو معروف بالتزامه الديني طوال حياته، لكن هذا الالتزام تعمق حتى قرر أن يعتزل، لكنه عاد عن اعتزاله عام 2018.

نشأة الفنان فضل شاكر
فضل عبد الرحمن شاكر شمندر، الشهير باسم “فضل شاكر”، والذي سعى بالقانون لتغيير اسم عائلته، عندما رفع دعوى لتغيير اسم عائلته/ الكنية، فربح الدعوى وأصبح رسميًا فضل شاكر، المولود بتاريخ 1 أبريل عام 1969.
وُلد المطرب فضل شاكر في مدينة صيد اللبنانية، عاش وتربى في المخيمات الفلسطينية في تعمير عين الحلوة، لذلك يعتقد البعض أنه فلسطيني الأصل، لكنه صرح عدة مرات بأنه لبناني أبًا عن جد، مع تأكيده لحبه ودعمه للقضية الفلسطينية، وفي مارس عام 2012 أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسومًا بمنح شاكر الجنسية الفلسطينية.
شاكر يعيش حاليًا في مخيم عين الحلوة بلبنان، وقد ظهر في بث مباشر منتصف نوفمبر الماضي، للتواصل مع جمهوره، وأعلن خلاله أنه يعيش في غرفة ويعاني من ضيق التنفس ولا يستطيع ممارسة الرياضة.
البداية الفنية للمطرب فضل شاكر
بدأ الفنان فضـل شاكر بالغناء في عمر الخامسة عشر، في الأعراس والحفلات على أسطح بنايات وحواري المخيمات الفلسطينية، فكان يؤدّي أغاني عمالقة الفن، مثل: أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهم.
الظهور الأول للفنان فضل شاكر كان عام 1998 على شاشة قناة المستقبل اللبنانية، المملوكة وقتذاك لرئيس الحكومة اللبنانية الراحل، رفيق الحريري، وقدم شاكر أولى أغنياته بعنوان “متى حبيبي” والتي كانت تعرض يوميًا أكثر من مرة على تلك الشاشة.
في عام 1998 أيضًا، طرح شاكر أول ألبوم غنائي له، وحمل اسم “والله زمان”، وقد كانت من إنتاج شركة “الخيول”، وقد ضم الألبوم 8 أغانٍ، معظمها كانت من تلحينه ومنها أغنية “متى حبيبي”.
جدير بالذكر أن الموسيقار المصري “صلاح الشرنوبي” أول من ساعد ودعم فضل شاكر في مشواره الفني، ولطالما اعترف شاكر بفضله ومساعدته له في بداياته.
أعمال الفنان فضل شاكر
قدم الفنان فضل شاكر ما يقارب من 11 ألبومًا غنائيًا، فبعد ألبوم “والله زمان”، طرح ألبومه الثاني “بياع القلوب” عام 1999، وقد نجح هذا الألبوم نجاحًا منقطع النظير، وكرس شاكر كأحد نجوم الوطن العربي الغنائيين.
عام 2000 برز بأغنية “عاش من شافك” التي لاتزال تردد إلى يومنا هذا وهي أغنية من ألبومه الثالث “الحب القديم”، كما أصدر في العام ذاته أغنيتين منفردتين، هما: “الأقصى” التي خصّ فيها أهل فلسطين وعبر لهم عن حبه الشديد وتمسكه بالحق الفلسطيني المُغتصب، و”سمراء الجنوب”.
من ألبومات فضل شاكر: “سهرة طرب”، “حبك خيال”، “ليالي بيروت”، “ساعة طرب مع فضل شاكر”، “سيدي روحي”، “سهرني الشوق”، “الله أعلم”، “بعدا عالبال”.
أشهر أغاني الديو: أغنية “أحاول” مع المطربة نوال الكويتية، أغنية “العام الجديد” مع المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب، أغنية “جوا الروح” مع المطربة اللبنانية إليسا، “خدنى معك” مع المطربة اللبنانية يارا.
أشهر الأغاني: “يا غايب”، “ضحكت الدنيا”، “معقول”، “لو على قلبي”، “مأثر فيي”، “روح”، “وافترقنا”، “يا مسهرني الليل”، “غيب”، “للحين عايش”، “صباح الخير يا لبنان”.

الحياة الشخصية
تزوّج الفنان فضل شاكر بسيدة فلسطينية من خارج الوسط الفني تًدعى “ناديا” عام 1989، وقد جمعت بينهما قصة حب حلوة على تعبيره في إحدى اللقاءات، وأنجب منها أبنائه: الأولى “ألحان” عام 1990، ثم رزقا بابنهم “محمد” عام 1994، وأخيرًا كانت ابنتهم “رنا” من مواليد 2002. جدير بالذكر أن محمد يمتلك موهبة الغناء كوالده، وقد خطا بالفعل أول خطواته بالغناء وسط شعبية وجماهيرية لا بأس بها.
قصة الحب ما بين فضل وناديا بدأت في إحدى حفلاته، فعندما رآها أعجب بها بشدّة، فطلب من إحدى معارفهم المشتركين أن يسألها إذا كانت تقبل أن يتقدم لها ويطلب يدها للزواج، فإذا أبدت موافقتها، لتؤكد بذلك بطلب أغنية الفنان جورج وسوف في حفلته القادمة، وبالفعل طلبت الأغنية وتقدم لها فضل وطلب يدها وتم الزواج، ويقول فضل شاكر عن زواجه: “أنا تزوجت عن قصة حب حلوة”.

اعتزال فضل شاكر
في سبتمبر عام 2012، أعلن الفنان فضـل شاكر اعتزاله الغناء، في مفاجأة لجميع محبيه حول العالم، وعن أسباب اعتزاله، فهي أسباب دينية وفنية وسياسية نفصلها في السطور التالية:
- الأسباب الدينية: عُرف الفنان فضـل شاكر بالتزامه الديني في حياته بشكلٍ عام، وفي السنوات الأخيرة ما قبل الاعتزال كان يشعر أنه مقصر دينيًا، فكثف من حضوره للجلسات الدينية والتردد على المساجد، ثم ارتاح لقرار الاعتزال وأعلن اعتزاله.
- الأسباب السياسية: الفنان فضـل شاكر كان من مؤيدي الثورات العربية بشكلٍ عام والثورة السورية بشكلٍ خاص، وكان حزينًا لما يجري في الوطن العربي في سنوات ما قبل الاعتزال، وقد كان يُظهر عداءه لنظام الأسد في كل مناسبة، حتى أعلنها صراحة في مهرجان موازين في المغرب عام 2012، فقال على الملأ: “الله يدمر بشار الأسد”.
- الأسباب الفنية: ساء الفنان فضـل شاكر تدني المستوى الفني، خاصةً مع غياب دور النقابات والمؤسسات الفنية، وكان استمراره في الغناء بسبب التزاماته المادية تجاه فرقته وعائلته ودعم بعض العائلات السورية، ومع تزايد شعوره بـ”القرف والزهق” على حد تعبيره في إحدى الحوارات الصحافية، قرر الاعتزال.
جدير بالذكر أن شاكر غنى عدة أناشيد للثورة السورية في فترة اعتزالها، منها: الثورة مثل “لا تضعفي يا سوريا”، “سنظل فيها صامدين”، و”سوف نبقى هنا”.

محاكمة فضل شاكر
في 28 سبتمبر عام 2017 قضت المحكمة العسكرية اللبنانية على فضل شاكر بالسجن 15 عامًا مع الأشغال الشاقة، وتجريده من حقوقه المدنية، في قضية الشيخ أحمد الأسير التي حُكم فيها على الأسير بالإعـ.ـدام.
وقد أٌدين شاكر في الأحداث التي عُرفت باسم “معـ.ـركة عبرا” التي وقعت عام 2013، حيث دارت خلالها اشتباكات بين الجيش اللبناني من جهة، والشيخ أحمد الأسير صاحب الفكر المتشدد، والذي اعُتبر شاكر أحد المقربين منه، وقُـ.ـتل في أحداث عبرا 18 عسـ.ـكريًا لبنانيًا و11 مسلحًا.
في عام 2018 حصل شاكر على تبرئة من القضاء اللبناني في دعوى مدنية أخرى تقدم بها رئيس بلدية حارة صيدا سميح الزين في العام 2013، وقد أوضح القاضي الذي أصدر حكم البراءة أن الحكم متعلق بدعوى شخصية وليس مرتبطًا بمحاكمته أمام القضاء العسكري.
العودة عن الاعتزال
الظهور الأول للفنان فضل شاكر، كان من خلال مقابلة على قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال عام 2015، وظهر حليق الذقن في منزله، حيث ظهر عوده في مكانه، وبدت صورة حفيده “فضل” من ابنته “ألحان” محفوظة في مكانها.
وأعلن شاكر في المقابلة، أنه لم يشارك في معارك عبرا، قائلاً: “أتمنى أن أعود إلى الحياة الطبيعية”. كما نفى أنه حرّض على الجيش، ولفت إلى ان “علاقته كانت سيئة جداً بالشيخ أحمد الأسير قبل حوادث عبرا”.
في مارس 2018، أطل شاكر على شاشة قناة الجديد من خلال وثائقي استقصائي مكون من 3 حلقات حمل عنوان “حكاية طويلة”، وخلال الوثائقي نفى صلته بأحداث عبرا، وأعلن أسفه ورغبته في العودة لحياته الطبيعية، كما أعلن عودته للغناء مجددًا بإصدار أغنية حملت اسم “ليه الجرح”، مؤكدًا نيته الابتعاد عن المجال السياسي تمامًا.
في مايو 2018 اختارت شركة العدل جروب المصرية، فضل شاكر لغناء تتر مسلسل “لدينا أقوال أخرى” للفنانة يسرا ودار الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد لعودة فضل شاكر إلى الغناء وقبول ما وصفوه “بتوبته” واعتذاره، وما بين رافض لهذه العودة باعتبار أنه انضم إلى جماعة مسلحة وحكم عليه بالسجن خمسة عشر عامًا للتحريض ضد الجيش اللبناني. وقررت شركة العدل جروب، المنتجة للمسلسل، النأي بنفسها عن هذا الجدل، وإزالة صوت فضل شاكر من مقدمة المسلسل الذي عرض خلال شهر رمضان 2018. كما أصدرت الشركة بيان اعتذارٍ للرافضين من الشعب اللبناني لهذه العودة الفنية له.
ما بعد ذلك أصدر شاكر مجموعة من الأغاني، منها: مع السلامة، بديت أطيب، حبيتك، يا ترى، بتوحشيني، غيب، للحين عايش.