محرّم بعكس زواج المتعة.. “الزواج الأبيض” نوع جديد من الزواج في إيران يثير قلقاً مجتمعياً

دق باحثون إيرانيون ناقوس الخطر للتحذير من ظاهرة “الزواج الأبيض” الأخذة في الانتشار داخل إيران.
ويرى الباحثون في علم الاجتماع أن “الزواج الأبيض” أخطر من الطلاق على المجتمع الإيراني، ويعتقدون بأنها تهدد وجود “القيم” المجتمعية، فيما يصفها الآباء والأمهات بالكابوس الذي يهدد الشباب.
و”الزواج الأبيض” يقوم على أساس حياة مشتركة بالتفاهم بين الرجل والمرأة دون أن يكون هناك عقد محكمة رسمي أو عقد نكاح شرعي، وهو قريب من فكرة “المساكنة” المنتشرة في الدول الأوروبية.
وتجرّم السلطات الإيرانية هذا النوع من الزواج وتلاحق الذين يقومون به، على عكس زواج “المتعة” الذي يعتبر شرعياً لدى المسلمين الشيعة، بحسب شبكة الجزيرة
وأرجع الباحثون أسباب هذا الزواج إلى عوامل فكرية، مثل عدم القناعة بالزواج الرسمي، والحرية، وملكية الجسد، فضلاً عن عوامل نفسية تتمثل في عدم الرغبة بتحمل المسؤولية، أو وجود شريك دائم.
كما أن للعامل الاقتصادي دور هام في انتشار هذا النوع من الزواج، نظراً لانخفاض تكاليفه مقارنة بالتكاليف الباهظة التي يحتاجها الزواج الرسمي.
من أي فئة المقدمين على الزواج الأبيض؟
لا توجد إحصائيات رسمية حول الفئات التي تقدم على هذا النوع من الزواج، وذلك بسبب تجاهل السلطات للمسألة او تناولها بخجل، إلا أن دراسة ميدانية شملت 213 حالة “زواج أبيض” أجراها باحث اجتماعي يدعى “كامل أحمدي” فإن أغلبهم من حاملي الشهادات الاجتماعية، 62% منهم حاصلين على البكالوريوس و 23% يدرسون ماجستير ودكتوراه، و45% أعمارهم بين 25 و30 عاماً.
وبحسب الدراسة، فإن 39% من الأشخاص غير مسلمين، و57% منهم لديهم إيمان ضعيف بالدين، و2.9 مؤمنون بالكامل.
أما السيدات، فـ 52% منهن يأملن أن يتحول الزواج إلى رسمي، بينما 47% من الرجال رفض ذلك.
المشكلة ثقافية.. وليست اقتصادية!
وزير الرياضة والشباب الإيراني، اعتبر أن لهذه المشكلة أسباباً ثقافية ونفسية مثل عدم الإدراك بتبعات هذه العلاقات الغير صريحة، موضحاً أن أسبابها لا تقتصر على النواحي الاقتصادية.
فيما طالب وزير الداخلية بإجراء تحقيقات خاصة حول الزواج الأبيض، وقال إن الجهات المختصة أجرت تقارير بخصوص هذا الموضوع و ناقشتها، دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل.
وحذرت السلطة القضائية منه (من بعد تجاهلها الموضوع) فاستخدم مساعد رئيس السلطة مصطلح “العيش المشترك الأسود” عوضا عن الزواج الأبيض، وقال محذراً ” أن هذا الزواج ينافي الشرع والقانون، وكل من يساعد في نشره أو يعلم به، فهو مرتكب مخالفة قانونية وشرعية، وساهم في نشر الفحشاء”.
خطر الزواج الأبيض على النساء والأطفال
وبحسب الدراسة، فإن مخاطر الزواج الأبيض الذي غالباً ما يكون قصير المدة لا تقتصر على الأسرة وقيم المجتمع، بل تتعدى ذلك لتصل إلى ضغوط نفسية على المتزوجين بهذه الطريقة بسبب سرية الزواج، بالإضافة لانهيار القيود الجنسية وولادة أطفال بلا هوية شرعية يحرمون من الحقوق مثل الإرث.
يذكر أن الطلاق سجّل العام الماضي اعلى نسبة في تاريخ إيران بـ 175 ألف حالة طلاق، مقابل 609 آلاف حالة زواج.