من المعاناة في مطار كوالالمبور إلى العيش بـ(بلكونة) في لبنان.. قصة مأساوية لأسرة سورية

في مأساة جديدة من مأسي اللاجئين السوريين في البلدان التي هجّروا إليها، تسببت محاولة أسرة سورية من ٤ أشخاص اللجوء إلى أحد البلدان الأمنة في تدمير حياتهم.

بدأت القصة التي يرويها خالد لـ”مدى بوست” عند رغبة الشاب وأسرته المكونة من ٤ أشخاص في الهجرة إلى بلد آمن، فسافروا إلى البرازيل لتبدأ قصة المعاناة، حيث تعرضت عصابة مسلّحة لهم وحاولوا قتل والده وشقيقه عم داخل محطة المترو بهدف السرقة، وذلك بعد مراقبة تحركاتهم لعدة أيام.

فرّ خالد وعائلته من البرازيل بعد تلك الحادثة، واتجهوا إلى ماليزيا نظراً لقلة الدول التي تستقبل السوريين بدون تأشيرة زيارة مسبقة، وفي مطار كوالالمبور بدأت قصة معاناة جديدة إذ منعوا من دخول البلاد لاعتبارهم لاجئين، وتم تخييرهم بين الترحيل إلى سوريا وبين الحجز في الإصلاحية التابعة للمطار والتي تضم القادمين لماليزيا بصفة اللجوء.

وبعد احتجازهم في المطار بعدة أيام، جاء ممثلون عن الأمم المتحدة وقابلوا خالد وأسرته، وتم تخييرهم بلهجة تهديد بين الترحيل إلى سوريا أو البقاء في المطار دون إثارة ضجيج.

ويضيف خالد لـ”مدى بوست” :” بقينا محتجزين في المطار لمدة ستة أشهر، عانينا فيها الكثير، حيث تم تجويعنا لمدة ٥٠ يوماً لإجبارنا على العودة بالقوة إلى سوريا، إذ لايعطوننا من الطعام إلا ما يسد الرمق، حتى تدهورت حالة والداي الصحية وخسرا وزنهما بشكل كبير، إلى أن تمكنا من تهريب هاتف محمول إلى داخل الإصلاحية التي نحتجز فيها وقمنا بتسجيل بعض المناشدات وأرسلناها إلى وسائل الإعلام”.

وحول سبب سوء المعاملة، يقول خالد إنهم اكتشفوا أموراً فظيعة تحدث في المطار، حيث يقوم بعض ضباط المطار باستغلال العالقين من طالبي اللجوء مالياً وجنسياً .

وبعد الضغط الإعلامي، سمع السفير اللبناني لدى ماليزيا بالقصة، ليقوم بتقديم فيزا لمدة خمسة أيام للأسرة ويرسلها إلى لبنان حيث تقيم الأسرة حالياً.

وفي الطريق إلى لبنان، تدهورت الحالة الصحية لوالدة خالد، ما اضطرهم للتوقف ترانزيت في دبي حيث تم إسعافها إلى المستشفى بشكلٍ طارئ وتقديم  الخدمات الصحية لها إلى حين تعافيها  وخروجهم إلى لبنان.

وبعد الوصول إلى لبنان التي تضم عدداً مهولاً من اللاجئين السوريين الذين يعانون من أوضاع صعبة   بالفعل، دخلت الأسرة في حالة صدمة بسبب العنصرية المتفشية في المجتمع ضد اللاجئين.

يقول خالد لـ” مدى بوست” :” نحن في لبنان بلا إقامات، وبدون أدنى حقوق، لانستطيع العمل بسبب العنصرية البغيضة والتشديد على اللاجئين لإرغامهم على العودة إلى سوريا بالتعاون مع الأمم المتحدة”.

بالإضافة لذلك، تدهورت الحالة الصحية لوالدة خالد وأصبحت بحاجة إلى عملية لاستئصال المرارة تكلّف حوالي ألفي دولار، وهو ما تعجز الأسرة عن دفعه ما جعلها في معاناةٍ شديدة.

وترفض الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية المعنية بتغطية نفقات العملية الهامة لتخليص والدة خالد من مهامها بدعوى الشح في الموارد المالية.

ويشير خالد إلى ان التسجيل كلاجئين لدى الأمم المتحدة في لبنان لم يمكنهم من الحصول على أي مساعدات على الإطلاق ، وهم الآن يعيشون في “بلكون” ويحصلون على بعض المساعدات من أصدقاء لهم من دول مختلفة للبقاء على قيد الحياة.

ويناشد خالد المنظمات الأممية والدولية في علاج والدته، ومساعدتهم على الخروج إلى بلد آمن يمكنهم من العيش فيه بأبسط حقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى