داعش تركة الشرّ في الشرق السوري.. رأي عبدالله البشير |مدى بوست

قبل أشهر بدأت “قوات سوريا الديموقراطية “قسد” بحملة التجييش و الحشد ضد تنظيم “داعش” بآخر معاقله شرق سوريا، بعد إحكام قبضتها بوصاية التحالف الدولي على منابع النفط، بعملية عسكرية أطلق عليها تسمة “عاصفة الجزيرة”.

الحملة سبقت بقوة كبيرة من ميليشيا قسد، و دعم عسكري و لوجستي منقطع النظير من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ، الذي تسعى وباستمرار لضم قوى دولية أكثر له، خصوصا أن أكثر من 77 دولة تعمل تحت راية هذا التحالف، المعركة التي قرر لها أن تكون قاصمة و سريعة تنهي وجود التنظيم على امتداد معقله بمنطفة هجين على الحدود السورية العراقية حادت عن أهدافها، و سارت بمنحى آخر، فالتقدم كان شديد البطء و فترات تعثر المعركة كانت طويلة، فطائرات التحالف عجزت أو بمعنى الكلمة تعاجزت عن تحديد الأحداف الحساسة للتنظيم بمنطقة شبه مكشوفة، و مدافع و صواريخ قسد كانت وفي كل مرة تخطئ بخرق صفوف التنظيم. التحالف الدولي ارتكب عشرات المجازر في منطقة هجين حتى الآن، و آخر هذه المجازر كانت بحق ثلاثين شخصا في بلدة الباغوز، التي أصبحت تشابه مدينة ستالينغراد التي سميت باسمها أشهر معارك الحرب العالمية الثانية. هذه البلدة الصغيرة تحولت لساحة حرب بين التنظيم و الميليشيا الهدف منها تكرار سينارو الدمار، الذي انتهج بحجة تنظيم داعش في الرقة و مناطق من ديرالزور و عين عرب كوباني بداية.

“قسد” و بعد قرار الرئيس الأمريكي “ترمب” بسحب قوات بلاده من سوريا، بدأت بإعادة النظر في تركة الشر للصراعات الدولية في سوريا المتمثلة بتنظبم داعش، فحدة المعارك اختلفت ضد التنظيم و المعركة الساحقة ذهبت حدتها، و ازدادت برودا مع التفاهم التركي الأمريكي على منطقة عازلة بعمق الحدود السورية ممكن أن تكون مسمارا جديدا بنعش الميليشيا.

و في المقابل تستمر مقاتلات التحالف الدولي باستهداف المدنيين في المنطقة، دون المساس بشكل حقيقي بمقاتلي التنظيم، الذي صرح مسؤولون أمريكيون بأن اعداد مقاتليه يقارب من 40 ألفا، لتكون الرسالة واضحة بأن التنظيم هو حصان طروادة لمن يريد الاستثمار فيه بشكل جيد، سواء جهات دولية أو ميليشيات محلية كقسد و الحشد الشعبي الذي تعامل على الفور مع التصريحات الأمريكية بخصوص سحب القوات من سوريا و بادر بتعزيز مواقعه في مدينة البوكمال السورية وعلى طول الحدود بين سوريا و العراق، مع منع أصحاب الارض الحقيقين من أبناء دير الزور من الحصول على فرصة حقيقية للقضاء عليه ووقف نزيف الدم في الشرق السوري، خصوصا مع تهجير أكثر من ٥٠ ألفا من المنطقة و حصار وتجويع من بقي فيها.

الحسم ضد تنظيم داعش قريب لكن قسد تحاول تسويقه على أنه صعب و ممتنع بالنسبة لها، للحفاظ على آخر الاوراق لها فهي كذلك الأمر بمكونها من الميليشيات الكردية الإنفصالية بقاؤها مرهون بعوامل أهمها و أقواها هو تنظيم داعش، و خاصة بعد كشف أوراقها في الفترة الأخيرة مع الضغوطات التركية ببدء معركة في الشرق السوري، حيث ارتمت بحضن نظام الأسد متغاضية عن التحالف الدولي الذي اكد انه لازال يحتضنها.

في نهاية المطاف قد تكون التوقعات بنهاية تنظيم داعش في عام ٢٠١٩ واقعية لكنها لم تحدث حتى اللحظة، و الذي حدث حقيقة هو دمار و خراب جديد ، يضاف لدمار وخراب الشرق السوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى