موجة جدل أوروبية بشأن شركة فرنسية تسير رحلات سياحية لسوريا

أثارت إحدى الشركات الفرنسية، المتخصصة في السفر والسياحة، جدلاً أوروبياً بتدشين عروض رحلات سياحية إلى سوريا.
وأعلنت وكالة السفريات الفرنسية «كليو»، أنها تؤمن رحلات سياحية إلى سوريا لمدّة عشرة أيام اعتباراً من بداية أبريل/نيسان 2019 ، تؤمن من خلالها للمسافرين حافلات خاصة وإقامات فندقية لاكتشاف مدن دمشق واللاذقية على الساحل الشمالي وتدمر في الداخل السوري وقلعة الحصن في محافظة حمص، وهي بذلك وكالة السفر الوحيدة الكبرى في أوروبا التي تعرض رحلات سياحية إلى بلد تنصح الخارجية الفرنسية رعاياها بعدم زيارته.
وقالت الوزارة بخصوص عروض كليو السياحية إن «الشركة ستُحمّل المسؤولية في حال حصول سوء. وقد تمّ تحذيرها مرارا عبر مركز الأزمات والدعم التابع للوزارة» بالإضافة إلى ذلك، حذّرت الوزارة من أن «الرعايا الفرنسيين أو المقيمين في فرنسا الذين يدخلون الأراضي السورية هم عرضة للتحقيق في فرنسا بشأن دوافع إقامتهم (في سوريا)، وذلك في إطار مكافحة الإرهاب».
وقال نائب مدير عام الشركة جان ريسبو، إن الرحلة «حققت نجاحاً فورياً. واكتملت أول مجموعة من عشرين شخصاً، ومن المقرر تنظيم خمس رحلات أخرى في الخريف» بكلفة ثلاثة آلاف يورو، معتبراً أن «الأوضاع أصبحت اليوم أكثر استقراراً، سورية يعمّها الهدوء إلى حد كبير، وقد استعاد النظام القسم الأكبر من أراضيه».
ورد ريسبو على اتهام الوزارة لهذه الرحلات بتحسين صورة النظام الحالي في سوريا بقوله:«هدفنا ليس إعطاء صورة جيدة عن النظام»، مشدداً على أن السوريين لا يعتبرون استئناف الأنشطة السياحية مجرّد مؤشر لعودة الحياة إلى طبيعتها بل أيضا الوسيلة لذلك وأن مقاطعة بلادهم في وقت بدأ السوريون يخرجون ببطء من كابوس طويل يضاعف معاناتهم.
وتابع في حديثه منتقداً السلطات الفرنسية« فرنسا تقوم بدورها، وهي تتوخى الحرص، لكنّها لا تتّخذ الاحتياطات نفسها في دول أخرى، والمشاكل في سوريا ليست أكثر منها في دول أخرى مثل باكستان حيث ننظّم رحلات أيضا».
وأكد رئيس نقابة شركات السفر في فرنسا جان بيار ماس «اقتناعه بأن كليو اتخذت كل الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة مسافريها وعدم تورّطها فيما من شأنه تلميع صورة النظام السوري».
ولكن الوزارة أكدت على أن «سوريا بلد في حالة حرب»، وهي «تنصح رسميا رعاياها بعدم زيارتها بصرف النظر عن الدافع أو الوجهة،وإن خطر حصول اعتداء إرهابي أو خطف لغايات سياسية أو مادية كبير جدا».
كما أوضحت نقابات منظّمي الرحلات السياحية في بريطانيا وإيطاليا وألمانيا، أنه لا علم لها بوجود مبادرات من هذا النوع في بلدانها، مذكّرة بأن حكومات هذه البلدان تنصح بعدم التوجّه إلى سوريا.
وأشار ريسبو إلى أن كافة الاحتياطات قد اتّخذت لضمان سلامة المجموعة، بقوله «كل المواقع التي نقترح زيارتها هي مناطق آمنة، نحن لا نذهب إلى مناطق لم تهدأ تماما مثل حلب والفرات». وتابع «سترافق الشرطة المجموعة في بعض الأحيان».