معارضون بالأمس جنود لبوتين اليوم.. لهذه الأسباب يسعى “الفيلق الخامس” للسيطرة على حدود المنطقة العازلة!

في ظل التطورات المتلاحقة التي يشهدها المسار السياسي بين الدول الضامنة لمسار آستانة، يعمل “الفيلق الخامس” المدعوم روسياً على إحكام سيطرته على جميع مناطق النظام الحدودية مع المنطقة العازلة المتوقعة شمال سوريا.

وفي سبيل تحقيق ذلك، قامت عدة مجموعات من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد بالانسحاب من المنطقة تحت وصاية الفيلق الخامس، لتصبح تلك المناطق خاضعة بشكلٍ شبه كامل للفيلق المدعوم من روسيا، إذ انسحبت الفرقة الرابعة من بلدة كرناز شمالي حماة ليحل مكانها مجموعات تابعة للفيلق الذي عزز وجوده في سهل الغاب وشرقي إدلب.

تنفيذاً لاتفاق سوتشي

في منتصف سبتمبر/ أيلول ٢٠١٨، عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاً في مدينة “سوتشي” الروسية، تمخّض عنه لاحقاً عدة اتفاقيات في الشأن السوري أبرزها تشكيل منطقة عازلة عند حدود المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في الشمال السوري، على أن تتكفل كلاً من روسيا وتركيا بحماية الجهة الخاصة بها وفرض تنفيذ الاتفاق على القوات العاملة في تلك المناطق.

وتعتبر سيطرة الفيلق الخامس التابع لروسيا على القسم الأكبر من الحدود مع المنطقة العازلة في مناطق سيطرة النظام، تطبيقاً فعلياً لاتفاق أستانة وحماية له من تدخل قوات الفرقة الرابعة المتواجدة هناك، والتي قد تعمل على تدمير الاتفاق وخرقه ليكون عرضة للانهيار.

ويؤكد مرصد الجبهة الوطنية العامل في ريف حماة الشمالي لموقع “أورينت نت” أن روسيا تعتبر قوات الفرقة الرابعة متمردة كون ولاءها المطلق لآل الأسد وإيران الرافضة لأغلب بنود اتفاق “سوتشي”، مشيراً إلى أن سيطرة الفيلق الخامس على الحدود مع المنطقة العازلة تأتي ضمن مساعي روسية لتحجيم دور الفرقة الرابعة بالمنطقة.

وتسعى روسيا من خلال الفيلق الخامس (الذي يتكوّن معظم مقاتليه من مرتزقة يتبعون روسيا بشكلٍ مباشر ويتم دفع رواتبهم وتسليحهم عبر روسيا)، إلى تقويض سيطرة إيران والميليشيات الموالية لها على الحدود مع المنطقة العازلة التي جرى الاتفاق عليها بين روسيا وتركيا، لاسيما وأن إيران كانت ترغب بالقيام بعمل عسكري للسيطرة على إدلب.

ونقل موقع “أورينت نت” عن الخبير العسكري عبد الرزاق قاجو قوله أن الميليشيات الموالية لإيران كانت تسيطر على معظم حدود المنطقة العازلة، وعلى أهم المعابرة بتلك المنطقة كمعبر قلعة المضيق ومورك والراشدين، لكن روسيا تمكنت من السيطرة عليها عبر الفيلق الخامس، مشيراً إلى أن إيران سخّرت الفرقة الرابعة لإفشال اتفاق “سوتشي” بسبب رفضها لبنوده.

لكن تلك المحاولة أدت لوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الفيلق الخامس الموالية لروسيا والفرقة الرابعة الموالية لإيران، وقد تم على إثرها سيطرة الفيلق الخامس على كثير من المناطق الحدودية مع المنطقة العازلة.

لا هجوم قريب على إدلب

بدوره، يرى الناشط الإعلامي محمد العلي أن سيطرة ميليشيات الفيلق الخامس على الحدود مع المنطقة العازلة يؤكد عدم وجود نية لهجوم عسكري قريب على محافظة إدلب كما يتم الإشاعة بين الفينة والأخرى.

وأرجع العلي ذلك إلى أن “الفيلق الخامس هو بالأساس من المعارضة المتصالحة من النظام السوري وروسيا، وهي غير قادرة على فرض سيطرتها على إدلب لضعف إمكانياتها العسكرية وقلة عدد عناصرها مقارنة بأعداد عناصر الفصائل المتواجدة بالمناطق المحررة، مؤكداً أنه رغم التصريحات التي تخرج حول وجود هجوم عسكري على إدلب، إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد عدم احتمالية حدوثها.

وتشهد المنطقة العازلة العديد من الخروقات بين الفينة والأخرى، كان آخرها القصف العنيف الذي شنته مدفعية الأسد على قرية الهبيط بريف إدلب وأدى لاستشهاد طفلين وإصابة عدة مدنيين بجروح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى