جريمة تهز المجتمع الصومالي..اغتصاب طفلة جماعياً يؤدي إلى موتها

صدمت جريمة اغتصاب وقتل طفلة المجتمع الصومالي، بعد أن تم العثور على جثتها، بعد يوم من اختفائها.

عثرت الشرطة الصومالية الإثنين 25 فبراير/شباط 2019، على جثمان الطفلة “عائشة إلياس آدم” التي تبلغ من العمر 12 عاماً، بعد أن اختفت لمدة يوم في مدينة جالكيعو بإقليم بونتلاند، وعليها علامات الاعتداء بعد تعرضها للاغتصاب.

وأفاد ضابط شرطة محلي أحمد عثمان علي “الطفلة توفيت، كانت صغيرة وتقوم بشؤون لعائلتها عندما اختطفت” مضيفاً  أن الفحص الطبي أكد أنها اغتصبت واعتدي عليها جسدياً، وإنه ألقي القبض على بعض الأشخاص، ولا يزال آخرون مشتبه بهم، ملاحقين.

وخرج الناس في المنطقة  بمظاهرات غاضبة، تطالب بوضع قوانين تدين الاغتصاب، والاقتصاص من المجرمين الذين يقدمون على فعل مثل هذه الأمور بشكل عادل، كما أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعية، هاشتاغ “العدالة من أجل عائشة” .

وكان رئيس إقليم بونتلاند في وسط الصومال “سعيد دني” قد أكد أن الحكومة “ستتخذ إجراءات صارمة”، لكن لا يبدو أن كثيرين يصدقون أن هذا سيحدث فعلاً، حيث قالت امرأة من بين المتظاهرين : “لا نعتقد أن أحداً سيعتقل، كما أن العدالة لن تطبق، الكبار في السن هنا هم من يقررون، لا نريد مالاً، ولا نريد ثروة، ولا نريد أي تعويض”.

وبخصوص موضوع الاغتصاب الذي انتشر بشكل كبير، والتحرش الملحوظ  قالت صومالية  “لا يمكننا استخدام وسائل النقل العام، ولا يمكننا مغادرة بيوتنا لأننا نخاف من شبابنا ورجالنا والذين كان من المفترض أن يكونوا داعمين لنا وحامين لنا” وأضافت “نحن كنساء نعامل على نحو سيء؛ لسنا أحياء”.

وصرحت الطبيبة والناشطة “هبة شوكري” عبر الهاتف لـبي بي سي “الاغتصاب أصبح أقرب ما يكون لظاهرة، و تحديداً في إقليم بونتلاند، الذي يفتخر بارتفاع نسب تعليم الفتيات فيه على نحو متصاعد سنوياً وهذه الجريمة “صدمت” المجتمع الصومالي”، منوهة إنها سمعت عن فتاة أخرى اغتصبت هذا الشهر، كما أن شابة ثالثة،  مختفية (اسمها هني) ولا تزال السلطات تبحث عنها.

وأضافت الناشطة أنه “لا يوجد رادع قانونياً للاغتصاب” في الصومال، وما يزيد الأمر سوءا هو “أن بعض رجال الدين المحليين يساوون بين الاغتصاب والزنا، ويقولون إن الاغتصاب فكرة مستحدثة قادمة من الغرب لا وجود لها لا في القرآن ولا في السنة”.

ولم تنتهي هبة من الكلام فأشارت إلى المشكلة الأكبر في هذا الخصوص، ألا وهي “القبلية” فهي تمكن المجرم من أن ينجو من العقوبة عبر ما يسمى “الصلحة”، وهو دفع مبلغ مادي لأهل الفتاة، لإسكاتهم ومصالحتهم، وفي بعض الحالات، حين تكون قبيلة المعتدي أكبر شأناً من الأخرى، لا تضطر للدفع حتى.

وأشارت هبة إن الإعلام المحلي منشغل بقصة عائشة، كما أن الناس على فيسبوك يكتبون بكثافة عن الموضوع، وتضيف: “نطالب بعدم ربط الزنا بالاغتصاب، والتفريق بين المصطلحين، ومعاقبة من يحاول دفع المال لأهل الفتاة، لأن هذه جريمة مزدوجة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى