اشتبك معهم لمدة ربع ساعة.. تفاصيل نجاة “حارس الثورة السورية” من الاغـــتيال في إدلب!

نجا الناشط السوري “عبد الباسط الساروت” من محاولة اغتيال استهدفت قتله في منزله بمدينة معرة النعمان بريف محافظة إدلب فجر اليوم الخميس ٢٨ فبراير/ شباط 2019.
وقال الصديق المقرّب من الساروت، محمد الضاهر إن عبدالباسط استيقظ في تمام الساعة الرابعة فجراً على أصوات الرياح والأمطار الغزيرة التي تشهدها مناطق الشمال السوري، فسمع بعض أصوات مشي أقدام لأشخاص في الحي الذي يسكنه، لتنتابه الريبة والشكة كون الطقس والوقت المتأخر لا يساعدان على الحركة.
وقرر “حارس الثورة السورية” أن يتفقّد ما يجري في الخارج، ليشاهد ثلاثة مسلحين ملثمين بالقرب من سيارته الخاصة، مادفعه لإحضار سلاحه –رشاش آلي– والخروج باتجاههم لمعرفة ما الذي يفعلونه، وعندما انتبه له المسلحون وسمعوا صوت تلقيم الساروت لبندقيته أطلقوا عليه النار قبل أن يرد عليهم، ليستمر الاشتباك بينهم حوالي ربع ساعة قبل أن يلوذ المهاجمين بالفرار، حسبما أكد الضاهر لموقع “زمان الوصل“.
وأثناء الاشتباكات، أرسل الساروت نداء استغاثة عبر الأجهزة اللاسلكية للجهات الأمنية في مدينة معرّة النعمان، لكنّ تأخر وصولهم أدى لفرار المهاجمين وعدم القدرة على القبض عليهم.
من هو عبد الباسط الساروت؟
يعتبر عبد الباسط الساروت المولود في حي البياضة بمحافظة حمص السورية عام 1982 من أوائل الرياضيين الملتحقين بركب الثورة السورية، إذ أعلن انشقاقه عن المنتخب السوري الذي كان يلعب حارساً لمرماه، وحارساً لنادي الكرامة الحمصي الشهير.
ولقّب الساروت بعدة ألقاب، أبرزها “حارس الثورة السورية“، و “بلبل الثورة السورية” نظراً للأناشيد التي كان يؤديها أثناء مشاركته في المظاهرات في الأحياء الحمصية الثائرة لا سيما حي الخالدية والبياضة، والتي أبرزها “جنة جنة” التي حظيت بانتشارٍ واسع قبل أن يقوم بتسجيلها في أستوديو وغنائها كـ “دويتو” مع الفنان وصفي المعصراني، كذلك أغنيته “لأجل عيونك يا حمص” التي أسرت قلوب الحمصيين والسوريين على حدٍ سواء لما تحمله من كلمات معبّرة عن حب الوطن.
كما غنّى الساروت “ماتت قلوب الجيش” التي وجهها للجيش السوري قبل أن يتحوّل لجيش عائلة الأسد ويمعن في قتل وتشريد الشعب السوري الثائر.
ولعبد الباسط الساروت العديد من الأشقاء الذين استشهدوا في الثورة السورية، حيث تلقب والدته أم وليد بـ” خنساء الساروت” كونها فقدت زوجها وخمسة من أبنائها وخمس من أخواتها فضلاً عن حفيدين في الثورة السورية.
وسبق أن أصيب الساروت بطلقٍ ناري في حي البياضة، كما حاول نظام الأسد قتله مراراً.
وكان الساروت من بين آخر الثائرين الذين غادروا مدينته حمص، إذ بقي فيها محاصراً لعدة سنوات قبل أن يخرج في شهر مايو/ أيار ٢٠١٤.
“العودة إلى حمص” فيلم يتناول قصّة الساروت
وقد سلّط فيلم سينمائي حمل اسم “العودة إلى حمص الضوء على عبدالباسط الساروت والصحفي أسامة الحمصي الذي له رأي مغاير حول تسليح الثورة واختفائه بعد إلقاء القبض عليه من قبل النظام، وعن دورهما في دعم الثورة وهو من إخراج طلال ديريك.
ويروي الفيلم قصّة الساروت وكيف تحوّل من حارس مرمى بكرة القدم إلى قائد للمظاهرات الثائرة ضد نظام الأسد، ثم قائداً لكتيبة شهداء البياضة، بحسب موقع “إضاءات“.
كما يشير الفيلم إلى فترة الحصار الخانق الذي فرضته قوات الأسد على مدينة حمص وكيف حاول الساروت وإخوته فك الحصار عبر الأنفاق التي اعتمدوا عليها لجلب الطعام والسلاح للمقاتلين.
وفي طريقه لكسر قوات الأسد يصاب الساروت إصابة باغلة ويقتل شقيقه وعمه، لكنه يتعافى مرة أخرى داخل الحصار ويكمل المشوار في الثورة إلى أن تنجح قوات الأسد بدعم روسي وإيراني في إخراج الساروت من حمص إلى الشمال السوري المحرر.