“لولا الثورة ما عرفنا أهل الحقّ”.. رأي: براءة الحمدو

يُقال: ” عش عزيزاً أو مُت وأنت كريم ” فكيف بعيشٍ أوّله انتزاع الحكم بلا كرامة ولا شرف وآخره ذلّ ِللروس وللإيرانيين!
صار من المُسلّمات معرفة ماهية النظام الحاكم في إيران، الدولة ذات الطابع الديني والتي يتولى رئاستها جهاز (الدستور والمرشد)، في عام 1979 تشكل الدستور الأول وكان بعد انتصار الثورة الإيرانية، ثمّ جرى تعديله في عام 1989 وذلك بعد وفاة آية الله الخميني، وتمّ انتخاب آية الله علي خامنئي.
لعبت إيران دوراً اقليماً بارزاً في معظم قضايا المنطقة، سيما عن دورها المُنقذ لنظام الأسد، حيث دخلت القوات الإيرانية (عسكرياً) الأراضي السورية في عام 2011 بهدف محاربة الشعب بكلّ ضراوة وعنصريّة!
فقبل أيام ضجّت وسائل الإعلام بخبر زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، في زيارةٍ لم يسبق لها منذ نحو ثماني سنوات ، مرّت على بدء حرب النظام على الشعب السوري ، فكان في استقباله المرشد الأعلى للثورة في إيران علي خامنئي ، كما وحضر اللقاء قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني ” حيث أكد الطرفان أهمية العلاقات بين البلدين ضدّ مخططات الدول المعادية التي تسعى إلى إضعافهما وزعزعة استقرارهما، وعقب لقائه بخامنئي ، التقى الأسد بنظيره الإيراني حسن روحاني ، وللإشارة بمكان تأتي التراتبيّة الإيرانية بحسب الأهميّة ، المرشد الأعلى يتبعه قائد فيلق القدس في الحرس الثوري وهو المسؤول العسكري والمخطط الاستراتيجي لملفات الدول سوريا، لبنان ، العراق ، اليمن .
ويمكن تلخيص ما نُوقِش به في تلك الزيارة المفاجئة:
كان الحديث عن الجهود المبذولة في إطار ” أستانا ” لإنهاء الحرب في سوريا، بالإضافة إلى لقاء سوتشي الأخير الذي جمع الدول الثلاث الضامنة في أطار عملية أستانا، وتخللت اللقاءات اجتماعات مغلقة لم يعلن عن مضمونها بعد.
وفي وقتٍ لاحق وعلى ضوء تلك الزيارة – أجريَت مقابلة مع الكاتب والصحفي “أحمد كامل” على قناة العهد العراقيّة في برنامج يشبه الاتجاه المعاكس الذي يقدمه فيصل القاسم على قناة الجزيرة، وذلك بتاريخ 1 أذار/ مارس 2019 – كان ردود الكاتب ” كامل ” على المذيع وضيفه، بمنتهى الثّقة والموضوعيّة.
يبدأ المذيع بطرح الأسئلة على “أحمد كامل ” وهو يحاول إدارة دفّة الحوار لصالح ضيفه، انتصاراً منه للعصبيّة والطائفيّة!
س: لماذا تُقاتلون النظام السوري؟
ج: نقاتل النظام السوري لنفس الأسباب التي دفعتكم لقتال نظام البعث في العراق (صدام حسين) وهو صورة طبق الأصل عن نظام البعث في سوريا.
س: لكن نظام البعث العراقي دموي ولا يحارب إسرائيل؟
ج: كلاهما دمويين وطائفيين وأقلويين، عدا عن الكذبة التي صدّقها عموم النّاس وهي محاربة إسرائيل!
س: ألا ترى النظام السوري ينتقل من بلد إلى بلد وقد تمّ تأهيله؟
ج: لا يمكن اعتبار تنقله مرةً إلى (روسيا) ومرةً إلى (إيران) خلال ثماني سنوات منذ بدء الحرب على الشعب السوري – أنّه إعادة تأهيل! على الأقل اذكر لي ثلاث دول حتى نسمّيه تنقل، أمّا عن عملية إعادة التأهيل فهي على عكس ما تقوله! العملية فشلت كليّاً لأنّ دول المغرب والكويت وقطر قالوا: لن ترجع إلّا البلاد العربية والقمة العربية، فضلاً عن إلغاء الرئيس الموريتاني زيارته لدمشق بسبب ما حصل في السودان.
س: أنتم يا سيد أحمد – لم يبق عندكم حلفاء؟
ج: منْ كان حلفاء الامام علي وابنه الحسين (رضي الله عنهما)، لقد خرج مع سيدنا الحسين 70 من أهله فقط! فالحقّ لا يُقاس بالعدد (ولا بعدد الحلفاء)، نحن سنقاتلكم ونقاتل الإيرانيين والروس والنظام السوري حتى هزيمتهم، كما هزمنا من قبل الروم، الفرس، الفرنسيين، المغول، التتار والصليبين.
انتهت المقابلة …
يُلاحظ بعد زيارة الأسد لطهران ونقلاً عن مراقبين، ردود الأفعال العربية والغربية التي أخذت أبعاداً متباينة في تعليقاتها وتحليلاتها على الخبر.. وهذا من الطبيعي بمكان، فإسرائيل تريد تدمير قوة إيران بكلّ الوسائل والإمكانات، والولايات المتحدة الأمريكية تنصاع لرغبات إسرائيل، فكان ردّها على زيارة بشار الأسد صافعاً، وذلك بإنذار حلفائه …
- تحذير قوات قسد من تزويد النظام السوري بوسائل الطاقة من غاز أو نفط.
- الضغط على الإمارات بإلغاء أعمال السفارة التي افتتحت في دمشق أواخر العام الماضي.
- عدم السماح لمصر بعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية.
- عدم السماح للسفن الإيرانية من العبور عبر قناة السويس وذلك بالضغط على الحكومة المصرية.