قرية كردية للنساء فقط في الشمال السوري

أسست منظمات نسوية كردية  في منطقة الدرباسية شمال شرق سوريا، قرية للنساء فقط  وتدعى”جينوار” وتعني بالعربية “مأوى المرأة”.

وقد اقترح المشروع منذ عام 2015، ووافقت عليه هيئات تعنى بالمرأة في “روجآفا” بعد عام من الاجتماعات التي تتعلق بآلية تأسيس قرية كهذه،و بدأ العمل في بنائها عام 2017 وافتتحت في 25 أكتوبر/تشرين الثاني 2019، تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وتسكنها أمهات وأرامل ومطلقات، و يلقبن بـ”نساء أمازونيات”.

ويسمح للرجال زيارة أقاربهم في  القرية خلال ساعات النهار، لكن ممنوع عليهم الإقامة فيها.

ولهذه القرية وحدات حماية من الشرطيات الشابات، اللواتي تتمثل مهمتهن في حمايتها من أي عنصر دخيل.

وأصول النساء في هذه القرية تعود إلى بلدات مختلفة من محافظة الحسكة، مثل تل تمر والدرباسية وكوباني، حول حكر هذه القرية على الكرديات بشكل خاص نفته المشرفة على القرية “رومت هفال” بقولها :” إنها أول تجربة من نوعها في سوريا والشرق الأوسط، ولن تكون حكراً على الكرديات فقط، بل نرحب بكل راغبة في العيش فيها بغض النظر عن قوميتها ودينها وطائفتها”.

وساهمت بلدية منطقة الدرباسية التي تتبع لها القرية، بإعمار هذه المنطقة النسوية، بتزويد النساء اللواتي صنعن اللبنات والقرميد الطيني من المواد الخام في المنطقة، بالآليات اللازمة مثل الجرافات وآليات نقل مواد البناء، كما زرعت مجموعات أخرى الأشجار بدلا من بناء الجدران، كسياج حول القرية لتكون صديقة للبيئة.

و تتألف جينوار من 30 منزلا حالياً، وقد جُهزت بمستوصف صحي وتم تأمين أنواع مختلفة من الأعشاب والمتخصصات في استخدامهن لمعالجة الأمراض الخفيفة، كما تم تزويدها بـ 200 رأس من الأغنام.

وجُهزت أيضاً بمدرسة ابتدائية ومتحفاً صغيراً ومسرحاً ومخبزاً و مزرعة لزراعة الخضروات، ومقهى ومطعماً للضيوف ومجلساً للمرأة ومشغلاً للخياطة.

وأثارت هذه القرية التي تضم النساء فقد، موجة جدل ضخمة على مواقع التواصل الاجتماعية، بين مشجع و ساخر.

فوجد البعض أن هذه الخطوة جريئة وأنها تعبر عن قدرة النساء على القيام بأعمال عُدت حكرا على الرجال كالقيام بصناعة اللبنات وقيادة آليات البناء الضخمة.

بينما سخر  بعضهم ممن راهنوا على مدى قدرة هذا المشروع على الصمود، إلا أن رومت هفال، قالت:” هذا ليس فصل بين الرجل والمرأة، بل هو مكان آمن لحماية النساء اللواتي فقدن معيلهن في الحرب، أو الأرامل أو الأمهات الوحيدات اللواتي يقع على كاهلهن تربية أطفالهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى