قيمة العلاج العاطفي وكيفية المعالجة النفسية

يثير موضوع العلاج النفسي الجدل في كل المجتمعات تقريباً ، ويتوقع كل المحيطين بنا بتجاوز أزماتنا النفسية بمفردنا، والتي تؤثر على حياتنا كما تؤثر باقي الأمراض، وتحتاج لعلاج ربما يكون أكبر من علاج الجسد.

ونشرت صحيفة “أفكار” مقالاً لعالم النفس “جاي وينش” يوضح فيه طرق لإعادة الاهتمام بصحتك الوجدانية، وقيمة العلاج العاطفي وكيفية المعالجة النفسية، وتتمثل في سبعة خطوات:

1- انتبه للألم العاطفي، تعرف عليه حين حدوثه وبادر بمعالجته قبل أن يتفاقم

عالج إحساسك السلبي كالشعور بالرفض، الفشل أو المزاج السيء، إذا لم يتحسن، لإن ذلك يعني وجود جرح نفسي ممتد عليك أن تعالجه، انطلاقاً من مفهوم الألم الذي يمثل تنبيهاً لمشكلة في الجسد، وإحساسك السلبي المستمر يعد تنبيهاً لمشكلة في العواطف، وحاول الابتعاد عن الوحدة لأنها ذات وقع مدمر على صحتك النفسية والجسدية.

2- حين تفشل، أعد توجيه رد فعلك

عند فشلك حاول إنشاء قائمة بالعوامل التي يمكنك أن تتحكم بها، حين تحاول مرة أخرى،و فكر في التحضير والتخطيط وكيف يمكنك أن تطور منهم، ستقلل هذه التجربة من إحساسك بانعدام الحيلة وستزيد من فرص النجاح المستقبلي، فالفشل يمكنه أن يؤدي إلى تركيز انتباهك على ما لا يمكنك القيام به، بدلًا مما تستطيع أن تفعله، بالتالي ستزيد احتمالية عدم قدرتك على تقديم أفضل ما عندك، وبالتالي هذا سيجعلك تركز على مواطن ضعفك، لذا يجب تجاهل أي إحساس يشعرك أنك لا تقدر أن تفعل شيئ.

3- راقب احترامك لنفسك، توقف لحظة حين تقسو عليها

ابتعد عن التقليل من نفسك حين تكون متألماً، وراقب احترامك لذاتك، فهو الجهاز المناعي العاطفي الذي يقيك من الصدمات ويقوي مرونتك العاطفية، ومن طرق معالجة تقليل احترام الذات المفيدة، تخيل صديقك المقرب يشعر بالسوء من نفسه لأسباب مشابهة، و اكتب له رسالة تدعمه، ثم أعد قراءتها.

 4- الأفكار السلبية تغمرك، اصرف انتباهك لإلهاء إيجابي

حاول أن تلهي نفسك بأي شيء آخر، حين تعيد التفكير في المواقف المؤلمة دون البحث عن حكمة ما أو حل مشكلة ما، فمثلاً يمكنك حل الكلمات المتقاطعة أو قراءة قصة، وتشير الدراسات أن مجرد دقيقتين من الإلهاء يمكنها أن تقلل من إلحاح التركيز على السلبيات.

5- اكتشف معنى الخسارة

حاول أن تجد المعنى وراء الفقد، سيكون هذا صعباً ولكن فكر ما الذي يمكن أن تكون قد كسبته، مثلاً “لقد خسرت زوجتي، ولكنني أصبحت أقرب لأطفالي الآن”، فكر ما الذي يمكنك أن تجنيه، أو ساعد الآخرين في اكتساب تقدير للحياة، أو تخيل التغييرات التي يمكنك القيام بها لجعل حياتك أكثر توافقًا مع أهدافك وقيمك، لأن الخسارة جزء من الحياة، لكن التفكير به قد تعيقنا عن التقدم إن لم نتعامل معه كما يجب.

 6- لا تدع الإحساس بالذنب يبقى طويلاً في رأسك

الشعور بالذنب يمكنه أن يكون مفيدًا. بجرعات صغيرة، ينبهك لتصلح علاقتك بشخص ما، ولكن الكثير منه سام، فهو يضيع طاقاتك العاطفية والفكرية، يلهيك عن مهام أخرى، ويمنعك من الاستمتاع بالحياة. وأحد أفضل الطرق للتخلص من استمرار الشعور بالذنب هو تقديم اعتذار مؤثر، و المكون الجوهري الذي يحتاجه الاعتذار التعاطف، بمعنى آخر على اعتذارك أن يركز أكثر على مدى تأثير أفعالك على الشخص الآخر بدلًا من سببها، وتقديم اعتذارك لشخص ما حتى وإن كانت المرة الثانية، ستزيد من احتمالية أن يسامحك الآخر ويساعدك في التخلص من شعورك بالذنب.

7- تعلم  الطرق التي تساعدك لمداواة جراحك الوجدانية

في البداية انتبه لذاتك، وحاول أن تعتاد الانتباه لتوازنك النفسي خاصة بعد المرور بالضغوط، وصنّف معاملتك مع الجراح الوجدانية عادةً، مثلاً (هل تتجاهلها، تغضب بشدة ولكن تتعافى سريعاً، أم إنك تغضب وتتعافى ببطء، أم تسحق مشاعرك)، استخدم هذا التحليل لتتفهم أي الإسعافات الأولية الوجدانية تتوافق معك، وينطبق الأمر ذاته على بناء مرونتك العاطفية. جرب أساليب مختلفة واكتشف أيهم أسهل تطبيقًا وتأثيرًا بالنسبة لك، ولكن الأهم هو أن تعتاد الانتباه.

وختم العالم في النفس جاي وينش بوعده أن هذه الخطوات سترفع من قيمة الحياة، وإقراره أنها ستأخذ منك بعض الجهد والوقت، اللذان يستحقان وضعهما على تحسين جودة حياتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى