“لقد بدأتِ الـثّـورة”.. رأي أنس الدغيم

يقول ستيف فودور رئيس شركة أفيمتريكس:”99% من الناس ليست لديهم أدنى فكرة عن السرعة التي تقترب بها هذه الـثـورة”.

نعم

ربّما كانت النسبة أكثر من ذلك

وكانت الشّعوب العربيّةُ قد نفضت أيديَها من أدنى احتمالٍ لأيّ حراكٍ أو مـواجـهـةٍ لسلـطـةٍ أو نـظام ونحن في سوريا كنّا نـكـره كلمةَ الأبد لأنّها ارتبطت بشكلٍ أو بآخَر بمنـظومةٍ استـبـداديّـةٍ جائــرةٍ يتـربّع حافظ الأسد على رأس هرمها.

وكنّا نستنكر هذه الكلمة بنفوسنا إذْ لم يكنْ لدينا خيارٌ غير أضعف الإيمان.

وأخذت هذه الكلمةُ من وقتٍ لآخَر تلتصقُ أكثر بالعقل الباطنِ للمواطن السوريّ الدرويش الذي لا يعرفُ عن الدّستور أكثرَ من اسمه ولا من الدّستور أكثر من الرقم 49 ولا عن العدالة الاجتماعيّة أكثر من رسمِها والذي لم يسمع أبداً بمصطلح تداول السّلطة والسلطة المدنيّة وكان الانتخابُ الحُرُّ عنده تحت طائلة البسـطـار العسكـريّ

وأمّا عن مصطلح الـثّـورة فكانت الـثـورةُ بالنسبة إليه حالة خـرافـيّة تقودُ إلى تغييرٍ جديدٍ ولكن في فرنسا وليس في سوريا، وعند غاندي وليس عند حافظ الأسد .

ولكنْ على كلّ حال كان ليلُ الاسـتـبـداد مدلهمّاً، وكان هذا الليلُ ذاته _ ولو لم يعلم القائمون عليه _ يؤسّسُ لحالةِ إشراقٍ جديدة.

وكان هناك من يبحث جاهداً عن شعاعِ نور أو جــذوةِ نار.

كانت آهــاتُ المـعـتـقـلــين في الـسّــجـون تحـرّكُ سكونَ الليل ولو لم يشعر الـسّــجّـانُ بذلك.

كانت جـ.ماجم آلاف الشهداء في صحراء تـدمـر وصيدنايـا تتململُ تحت الرّمال القاسية، وكان القهرُ الذي مورِسَ على جـ.ثّــة هذا الوطن كفيلاً بإعداد (لا) ليومٍ قادم وبتهيئةِ الأرضِ التي تتجرّأ على حملِ كلّ هذا الرّفض .

من بين كل تلك المعطيات، قامَ طفلٌ ليكتبَ بطبشوره على جدار مدرسة

وكان الرّجلُ البخّاج يترجمُ أنفاسَ ملايين المــقـمـوعـيـن بكلماتٍ بسيطةٍ على حيطانِ الأزقّة المنسيّة، والحاراتِ الواقعةِ خارجَ معادلةِ الحرّيّة بزمَن.

نعم

لقد بدأتِ الثورة

ويظلُّ طفلٌ دونَ عشرٍ واقفاً

مِن حولهِ تتقزّمُ القاماتُ

يشدو ويكتبُ فوقَ جدران المنى

أحلامَنا وتقاتلُ الكلماتُ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى