الجنوب السوري تحت النيران.. إسرائيل تعترض صواريخ إيران والحرائق تلتهم الحقول

مدى بوست_ وكالات

أسقطت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أكثر من خمس طائرات مسيّرة إيرانية في أجواء محافظتي درعا والقنيطرة، وسط مخاوف متزايدة لدى المدنيين من تداعيات هذا التصعيد على الأوضاع الميدانية والإنسانية.

وقال شهود عيان لموقع تلفزيون سوريا إن الطيران الحربي الإسرائيلي اعترض مساء أمس طائرة مسيّرة إيرانية فوق بلدة جبيلية في ريف درعا الغربي، ما أدى إلى تساقط شظايا قرب منازل المدنيين.

وأفاد أحد سكان البلدة، ويدعى محمد حسّو، بأن شدة الانفجار أدت إلى تحطم نوافذ وأبواب منزله، مما اضطره إلى الانتقال مؤقتاً إلى منزل شقيقه حتى يتم إصلاح الأضرار. وأكد أن “التصعيد المتكرر يزيد من قلق السكان من احتمال سقوط أجسام متفجرة نتيجة للتصدي الإسرائيلي للمسيّرات في سماء ريف درعا الغربي”.

حرائق في القنيطرة بسبب استهداف مباشر

وفي حادثة أخرى، أسقطت الدفاعات الإسرائيلية ظهر أمس طائرة مسيّرة إيرانية فوق الحي الشمالي الغربي من بلدة الرفيد في محافظة القنيطرة، ما أسفر عن اندلاع حريق واسع في المحاصيل الزراعية نتيجة للاستهداف المباشر بصاروخ أُطلق من محيط تل الأحمر الغربي، على بُعد نحو كيلومترين من الحدود مع الجولان المحتل.

وصفت سيدة من سكان المنطقة، تُدعى أم خالد، ما حصل بقولها: “كنا في البيت وقت الانفجار، سمعنا صوتاً مرعباً أعقبه اهتزاز قوي، ثم رأينا سحب دخان تتصاعد من جهة الحقول (…) أسرعنا إلى الخارج لنكتشف أن النيران اشتعلت في الأرض القريبة بسبب سقوط الطائرة المسيّرة التي استُهدفت بصاروخ”.

وأضافت: “النار أتت على مساحة صغيرة من الأشجار المثمرة وبعض محاصيل القمح التي كانت على وشك الحصاد. صحيح أن الضرر ليس كبيراً من حيث المساحة، لكنه مؤلم لنا كمزارعين نعيش من مردود هذه الأرض”.

وأكدت أن الخوف بات لا يفارق الأهالي، خاصة مع تكرار سقوط المسيّرات في المناطق الزراعية والسكنية، قائلة: “كل ما نطلبه هو أن نعيش بأمان، بعيداً عن هذه الصراعات التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل”.

مسيّرات وصواريخ أخرى في سماء الجنوب

وتصدّت الدفاعات الإسرائيلية، قبيل غروب أمس، لطائرة مسيّرة حاولت التسلل إلى العمق داخل الجولان، حيث تم إسقاطها فوق منطقة صيصون في حوض اليرموك، القريبة من الحدود.

وسقطت عدة صواريخ مساء أمس في مناطق متفرقة من ريف درعا نتيجة لاعتراضها من قبل منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية. وسقط بعضها في مدينة جاسم وبلدتي قيطة شمالاً وكحيل شرقاً، من دون تسجيل إصابات بشرية.

وفي صباح اليوم، أسقطت طائرة حربية إسرائيلية طائرة مسيّرة إيرانية جديدة فوق بلدة اليادودة غربي درعا، خلال محاولتها العبور باتجاه الجولان المحتل.

يحذّر سكان الجنوب السوري من تفاقم الأوضاع الميدانية في ظل استمرار تحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية واعتراض المسيّرات الإيرانية في أجواء درعا والقنيطرة. ويعبّر الأهالي عن قلق متزايد من خطر تساقط الشظايا والصواريخ على المناطق السكنية، خاصة بعد تكرار حوادث سقوطها قرب منازل ومزارع مدنية خلال الأيام الماضية.

ويرى الأهالي أن التصعيد المتواصل يزيد من هشاشة الوضع الإنساني في المنطقة، ويهدد مواسمهم الزراعية ومصادر رزقهم، وسط غياب أي إجراءات وقائية أو خطط استجابة عاجلة من الجهات المحلية والدولية. ويطالب السكان بتجنيب المناطق المدنية تبعات المواجهة العسكرية الجارية بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية، مؤكدين أن “المدنيين هم من يدفعون الثمن دائماً في صراعات لا علاقة لهم بها”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى