الاهتمام بالعائلة العثمانية يعود.. هذا ما فعله أردوغان لأمير عثماني يرقد في باريس بعد أن كان منسياً!

أقدمت وكالة التعاون والتنسيق التركية على ترميم مجموعة من القـبـــور العائدة لعثمانيين في تربة “بوبيني” العائدة للمسلمين شمال العاصمة الفرنسية باريس.
وحسبما ترجم موقع “مدى بوست” عن صحيفة “SON HABER” التركية فإن تركيا بدأت العمل على إعادة تأهيل الترب المهملة للأتراك الذين توفوا في المـنـفى في العاصمة الفرنسية باريس.
وحسبما ذكرت صحيفة “Artı33” فإن السفارة التركية في باريس بدأت بعمليات الترميم تحت رعاية مباشرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ووفقا لتصريح السفارة التركية في فرنسا: فإن وكالة التنسيق التركية قامت بترميم شواهد قــبــور “شهزادي أحمد نور الدين أفندي” و “شيهزادي عبد الرحيم خيري أفندي” وهما من السلالة العثمانية برعاية السفارة التركية والرئيس التركي، مضيفة أن العمل لايزال جاريا من أجل شواهد القبور الأخرى.
وأوضحت السفارة خلال تصريحها إلى إن بعض المواطنين الأتراك المقيمين في فرنسا أرسلوا اقتراحهم هذا إلى سفارة بلادهم، مضيفة أنها تقدم لهم الشكر من أجل حساسيتهم هذه.
وكانت الحكومة الفرنسية قد وارت قسماً من أفراد السلالة العثمانية الذين قامت ىتركيا بنفيهم واستقروا في فرنسا في تربة “بوبيني” للمسلمين التي أهدتها إلى المغرب بعد رفض تركيا قبولهم.
بدوره، أشار الكاتب التركي حمزة تكين إلى عملية الترميم، مؤكداً أنّها تمت بأمرٍ مباشر من الرئيس رجب طيب أردوغان.
بعد أن أسقِطت آخر خلافة للمسلمين وهي الخلافة الإسلامية العثمانية تمت الإساءة للعائلة العثمانية أشد إساءة خلال العقود الماضي ولكن اليوم عاد الاهتمام ليس فقط بالأحياء من هذه العائلة بل حتى بالمتوفين منهم… هنا قبر أحد الأمراء العثمانيين في باريس تم ترميمه بأمر مباشر من أردوغان pic.twitter.com/KaIwgUtiZE
— Hamza Tekin حمزة تكين 🇹🇷 (@Hamza_tekin2023) March 6, 2019
التوجهات التركية تحيي الثقافة العثمانية!
وساهمت التوجهات الرسمية التركية والمظاهر الشعبية في إحياء الثقافة العثمانية في أوساط الشعب الذي عانى على صعيد الهوية لعقود في ظل حكم حزب الشعب الجمهوري، إذ بات الأتراك يستعيدون فترات صعود الدولة العثمانية وتأسيسها ويجسّدونها في واقعهم، عبر الدراما والمسلسلات التركية التي تحظى بشعبية واسعة في الدول العربية.
أبرز تلك المسلسلات مسلسل “قيـامـة أرطغرل” الشهير والذي يروي قصّة أرطغرل بن سليمان شاه والد عثمان مؤسس الدولة العثمانية والتي سمّيت نسبةً له وقد بدأ بثّه عام ٢٠١٤ وتجري ترجمته لعدة لغات منها العربية، إذ يحظى العمل باهتمام ومتابعة كبيرة من قبل الشعب العربي بمختلف أطيافه، فضلاً عن كونه يتصدر الأعمال الدرامية الأكثر مشاهدة في تركيا.
وكذلك مسلسل عاصمة عبدالحميد الذي بدأ بثّه في فبراير/ شباط ٢٠١٧، أي قبل عامين، وهو يروي قصّة السلطان عبدالحميد آخر سلاطين الدولة العثمانية، فضلاً عن مسلسل “محمد الفاتح”، و “كـوت العمارة”.
وتعكس الأعمال الدرامية التي بات يجري إنتاجها مؤخراً في تركيا الطريقة التي تتغير فيها البلاد، إذ أن تلك الأعمال تأتي على عكس ماشاع في الدراما التركية في ثمانينيات وسبعينيات القرن الماضي، والتي كانت تحاكي الجانب الغربي.
وتعتبر الدراما التركية حالياً، ثاني أنجح دراما بعد الأمريكية، إذ يتم تصديرها إلى أكثر من مئة دولة حول العالم، بحسب التقارير الرسمية التركية.
الهدف إحياء أمجاد الأمة
ويهدف الاهتمام التركي بالدراما التاريخية إلى إحياء أمجاد الأمة وتذكير الشباب التركي بتفاصيل تلك المراحل، حسبما يقول الباحث والكاتب التركي فراس رضوان أوغلو لشبكة الجزيرة، مستشهداً بالزيارات المتكررة التي يجريها أردوغان لموقع تصوير مسلسل أرطغرل فضلاً عن اصطحابه لبعض أبطاله معه لزيارة دول الخليج العربية.
وأوضح أوغلو الباحث في التاريخ أن الكثير من أبناء الشعب التركي كانوا لايعرفون شيئاً عن تاريخ بلادهم حتى فترة قريبة، وقد ساعدتهم المسلسلات الدرامية على التعرّف على تاريخهم عن قرب.
ولا يختلف ما تجسّده الدراما التركية التاريخية عن الدولة العثمانية عمّا يؤمن به الرئيس اردوغان الذي يحرص على تذكير شعبه بأحاديثه، ويهتم باستعادة بعض تلك المظاهر بخطاباته الشعبية والبروتوكولات الرسمية، إذ استقبل في منتصف مارس/ آذار نظيره الآذري إلهام عليف على أنغام موسيقى “المارش” العثمانية، وبمواكب الخيل، فضلاً عن استقباله للرئيس الفلسطيني محمود عباس بنفس الطريقة، مع إضافة بعض الحرس الذين يرتدون الأزياء التقليدية للعثمانيين.
وسبق أن دعا الرئيس التركي في ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٤ إلى ضرورة تعليم اللغة العثمانية في المدارس التركية، قائلاً أنه “آن الأوان للعودة لجذورنا، هناك من هو منزعج من عودة اللغة العثمانية وهي لغتنا القديمة وليست أجنبية، لكنها ستعود شاؤوا أم أبوا”، بحسب الجزيرة نت.
وعلى صعيد الشعب التركي، فلا تزال بعض التقاليد العثمانية حاضرة، مثل الدعاء، و”المارش المهتار” وهو تقليد عثماني تتم تأديته بشكلٍ جماعي على وقع الأناشيد الحماسية، فضلاً عن وجود حفلة خاصة بطهور الذكور يتم القيام بها على الطريقة العثمانية، بالإضافة لوجود الكثير من الأطعمة والعادات مثل توزيع حلويات عاشوراء الشهيرة في تركيا.