فعلوها عمداً.. الآلاف يـشوِّشونَ على آذان العِشاء في إسطنبول.. وردّة فعل الأتراك غير متوقعة!

في مشهدٍ أثار حـفيظـة الشعب التركي، قامت مجموعات نسائية بالتشويش على صوتِ الآذان في تركيا عن عمد، وذلك أثناء مشاركتهم في مسيرة مسائية بشارع الاستقلال الشهير في ساحة تقسيم الشهيرة بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي وافق الجمعة ٨ مارس/آذار ٢٠١٩.
وقامت المجموعة التي تضم العديد من التجمعات النسوية بالتـشـويش على صوت الآذان عبر الصفير ورفع صوت الهتافات، وقد جرى توثيق تلك اللحظات عبر كاميرات الهواتف المحمولة من قبل بعض الأشخاص المتواجدين في المكان.
وحسبما ترجم موقع “مدى بوست” عن صحيفة “تقويم takvim” التركية، فإن النساء المشاركات في التجمع بدأن بالصفير فور بدء المؤذن بقراءة آذان صلاة العشاء، مما استدعى تدابير واسعة النطاق من قبل الفرق الأمنية.
وسجلت كاميرات الهواة مشاهد الاحتجاج على قراءة الأذان لحظة بلحظة، وقد أثار هذا الاحتجاج غـضــباً كبيراً في الشارع التركي.
وأوضحت الصحيفة التركية أن حزب سعادات كان أحد الداعمين المباشرين للمسيرة التي نظّمت في يوم المرأة العالمي.
ومن الداعمين للتجمع أيضاً، “آلبير تاش” مرشح بلدية “بي أوغلو” عن حزب الشعب الجمهوريCHP، وخلال لقاء تلفزيوني معه أعطى وعودا للمثليـيـن بإنصافهم.
وقد تصدّر وسم #Ezan قائمة التريند في تركيا لعدة ساعات، وقد شارك فيه المغردين الأتراك بآلاف التغريدات التي عبّروا من خلالها عن رفضهم لمثل هذا المشهد في بلدٍ مسلم، يدين أكثر من ٩٩٪ من سكانه بدين الإسـلام.
وسائل إعلام عربية تصــطاد بالماء العــكر
الغريب في الأمر أن مجموعة من وسائل الإعلام العربية التي تعاطت مع المسيرات التي قامت بالتشويش على الآذان من زاوية مغايرة لما حدث، فقد قدّمت روايتها على أساس أن قوات الأمن التركية تقوم بتفريق المتظاهرين “الجوعى”، دون أن تشير إلى أن معظم هؤلاء مرفهين ومتواجدين في أحد أرقى الشوارع في تركيا.
لكن مجموعة من النشطاء الأتراك الذين يجيدون اللغة العربية، وعلى رأسهم الكاتب التركي حمزة تكين، والمحلل السياسي الدكتور محمد جانبكلي، قاموا بالرد وإيضاح الحقيقة لتلك الحسابات، التي تجاهلت الأمر تماماً واستمرّت في حملتها الغير أخلاقية وتقديم صورة مغلوطة عما يجري بهدف إيهام القارئ العربي بأن تركيا غير مناسبة للسياحة.
الدكتور جانبكلي، أوضح أن تلك المظاهرات تحمل شعار الحرّية وتناصر المرأة، لكنها لا تتقيد بالقوانين المنظّمة للمظاهرات، فضلاً عن كونها تحمل شعاراً لا يمتُّ للأخلاق بصلة، مديناً في الوقت ذاته مناصرة أولئك المغردين لتلك الفئة رغم أنّهم يزاودون دائماً بها على تركيا.
مظاهرات تحمل شعار الحريه للمراه،وانها لا تتقيد بالقوانين
مظاهرات تنظمهامنظمة فيمينست تحت شعار الإنحلال الاخلاقي.
مظاهرات تحمل شعارات المثليه،وشعارات إنحلال اخلاقي كبيرمظاهرات احتقرت صوت الاذلن في الليل
"ألستم من تدعون أنكم تحاربون المثليه،والانحلال
" ارى أنكم اليوم تناصرونهم
— Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) March 9, 2019
بدوره، نشر الكاتب حمزة تكين مقطع فيديو، موضحاً أنّه يظهر ما حصل في شارع الاستقلال من رفع الشعارات التي لا تتفق مع الطبيعة البشرية للاحتجاج على صوت الأذان، مديناً في الوقت ذاته الأشخاص الذين يساندون تلك الفئة مالياً وإعلامياً ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
الحرب ضد الأذان وما يمثل لم تنته بعد
هذا ما حصل أمس في شارع الإستقلال خلال فعالية نسائية استغلت ما يسمى بيوم المرأة العالمي… صراخ وأصوات ورفع شعارات منافية للطبيعة البشرية اعتراضا على صوت الأذان
ثم يأتي بعض حاملي شعارات الإسلام في الخارج ليساند هؤلاء ماليا وإعلاميا ضد أردوغان pic.twitter.com/yjKFMYfjOv— Hamza Tekin حمزة تكين 🇹🇷 (@Hamza_tekin2023) March 9, 2019
يأتي ذلك في ظل تصدّر هاشتاق يدعو لعدم زيارة تركيا قائمة التريند لعدة دول عربية.
وكان موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” شهد على مدار اليومين الماضيين، حملاتٍ إعلامية وإلكترونية منظمة ضد السياحة في تركيا، وذلك بقيادة نخبة من الصحف والحسابات السعودية الرسمية اعتمدت في الأساس على مقطع فيديو مفبرك لوزير الداخلية التركي سليمان صويلو، يتحدث فيه باللغة التركية أثناء مشاركته في الحملات الانتخابية لحزب العدالة والتنمية المقبل على انتخابات محلية نهاية مارس/ أذار الجاري، إذ تم تركيب ترجمة باللغة العربية تحمل معناً مغلوطاً، وقد قامت السفارة التركية لدى الرياض بإصدار بيانٍ أوضحت فيه حقيقة الأمر وملابساته.
اقرأ أيضاً: إسطنبول تشهد افتتاح أكبر مسجد في تركيا بموقع مميز
وأظهر مقطع فيديو جرى تداوله على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، لحظة تدخل الشرطة رداً على ما قام به المتظاهرين، إلا أن بعض المغردين العرب قاموا بإخراج الفيديو عن سياقه كما فعلوا من قبل مع كلمة وزير الداخلية التركي، واستخدموه في غير محلّه.
https://twitter.com/ayesnight2006/status/1104129859171876865
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وعد ببناء مسجد في ساحة تقسيم قبل ٢٤ عاماً، وقبل تسلمه أي منصب سياسي، وبالفعل تم بناء المسجد، وسيتم افتتاحه قريباً، إذ قام مؤخراً بزيارته لمتابعة سير العمل في بنائه.